أشعر بشرود ذهني وقلة تركيز، فماذا تكون حالتي؟
2015-01-14 01:58:32 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 20 سنة، منذ أسبوعين شعرت بشرود ذهني، وقلة تركيز، وأيضا صداع خفيف خلف رأسي، بعدها بيومين ذهب الصداع نهائيا، وما زلت أشعر بالخمول والشرود لدرجه أوصلتني إلى الوسوسة والتوهان في أشياء غريبة حتى هذه اللحظة.
بحثت في الانترنت ووجدت أن أعراضي قد تكون مشابهة لمس أو فقر دم، والحقيقة حياتي تغيرت تماما، ومعظم أوقاتي أقضيها في المنزل أمام الكمبيوتر، ولا أعلم إن كان هذا الأمر عضويا أم نفسيا؟!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حالتك هذه – أيها الفاضل الكريم – الذي يظهر لي أنها حالة مؤقتة، فهي بدأت عندك منذ أسبوعين، وأنا أتصور ولدرجة كبيرة أن جلوسك في الكمبيوتر والذي ربما يكون لأوقات طويلة – كما ذكرت – هو السبب في الصداع، لأن وضع الرأس وفقرات الرقبة كثيرًا ما يؤدي إلى هذا النوع من الصداع من الخلف، خاصة إذا كانت وضعية الرأس غير صحيحة، لأن عضلة فروة الرأس عضلة طويلة جدًّا تتأثر بوضعية وحركة الرقبة.
الشعور بشرود الذهن أيضًا ناج من أنك حصرت كل معارفك وانتباهك في الكمبيوتر، فلا يمكن أن يكون لك تركيز أو رغبة في غيره، وهذا كله أدى إلى افتقاد الفعالية التي نتج عنها الشعور بالخمول والشرود.
أيها الفاضل الكريم: أنا أنصحك بشيء واحد: اذهب وقابل الطبيب لتُجري فحوصات عامة، للتأكد من صحتك الجسدية، أنا لا أراها علة عضوية، لكن هذا مبدأ طبي سليم، أن يتأكد الإنسان من وضعه الصحي من خلال إجراء الفحوصات الروتينية.
بعد ذلك نصيحتي لك هي أن تُقلل من ساعات جلوسك على الكمبيوتر، وهذا ليس بالصعب أبدًا، قم بوضع جدول تدير من خلاله وقتك ويومك، وحدد أسبقياتك، لا تحرم نفسك من الكمبيوتر، لكن يجب ألا تزيد عن ساعتين في اليوم، وابحث عمَّا هو مفيد في الكمبيوتر.
كذلك لا بد أن تتواصل اجتماعيًا، وهنالك تواصلات اجتماعية ممتازة: زيارة الأصدقاء، الانضمام لجمعية ثقافية أو اجتماعية في مرفقك الدراسي، الحرص على الصلاة مع الجماعة، ممارسة أي نوع من الرياضة الجماعية، هذا يؤدي إلى زوال الخمول والشرود.
النوم المبكر أمره عظيم وعجيب لتحسين الصحة النفسية لدى الشباب، فمن خلاله يتم ترميم كامل لخلايا الدماغ، مما يقوي من فعاليتها، هنالك مادة تُعرف باسم (BDNF) هي العنصر الرئيسي الذي يؤدي إلى ترميم خلايا الدماغ، وهي تُفرز قطعًا في أثناء النوم أو مع الصوم أو ممارسة الرياضة، وكلها طيبة هذه الثلاثة أيها الفاضل الكريم، فاحرص عليها.
لا بد أيضًا أن تضع مشروع عمرٍ، مشروع حياة، ماذا تريد أن تكون؟ وتُخطط لهذا المشروع، وتضع الآليات التدبيرية التي سوف توصلك إلى أهدافك.
أيها الابن الكريم: لا بد أن تستعيذ بالله تعالى من الهم والغم والعجز والكسل، وتكون صادقًا في دعائك، وبيقينٍ قاطع أن الله تعالى سوف يستجيب لك.
لا مانع من أن تتناول أحد الأدوية البسيطة جدًّا التي تُزيل القلق والشرود، وتزيل عنك - إن شاء الله تعالى – هذه الأعراض النفسوجسدية البسيطة، الدواء هو يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) وهو معروف جدًّا في مصر، تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوع، ثم اجعلها خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
وإذا كانت نتائج فحوصاتك تتطلب تناول أي فيتامينات فلا مانع في ذلك.
أما بخصوص موضوع المس: فيا أخِي الكريم: هذا الأمر أرجو ألا تشغل نفسك به، فالله خيرٌ حافظًا وهو أرحم الراحمين، وعليك بالصلاة في وقتها، والدعاء والذكر، وأن ترقي نفسك، الأمر في غاية البساطة، ولا توهم نفسك وتُدخلها في هذه الظلمات التفكيرية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.