كلما جاءني خاطب تم رفضه، فهل أنا مسحورة؟

2015-01-13 23:09:21 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا عزباء، عمري 21 سنة، ملتزمة بالصلاة والقرآن والدعاء منذ شهور -والحمد لله-، حسنة الخلق والشكل، ولكن عندي مشكلة أنه عندما يأتيني خطاب فإنهم يرفضونني، فقد جاء الكثير، وكانوا يرفضونني، وعند القبول أرفض أنا لسبب معين، ودائما لا تتيسر على هذه الحال، ومنذ فترة طويلة تراودني شكوك بأنه سحر، فعلاقتنا ببعض الأقارب ليست جيدة، وقد قاموا بعمل سحر لوالدتي من قبل، وكانوا السبب بانفصال والدي عن والدتي، فهم يذهبون إلى الدجالين والسحرة، ولدي بعض الوساوس بفكرة السحر، وعندي ثقة كبيرة بأن كل شيء بيد الله.

أرجو إفادتي، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sama حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يردَّ عنك كيد الكائدين واعتداء المعتدين وظلم الظالمين، وأن يمُنَّ عليك بزوجٍ صالحٍ طيبٍ مباركٍ يكون عونًا لك على طاعته ورضاه.

وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة- فإنه لا يُستبعد أبدًا أن يكون هنالك سحرا، لأن السحر يُفرِّقُ ما بين المرء وزوجه، وبالتالي فإنه يصرف الخُطَّاب والراغبين في الزواج، سواءَ صَرفًا من قِبلك أو من قِبلهم، لأنه قد يُظهرك في أعين الناظرين إليك على أنك سيئة، وأن شكلك قبيح، وأنه عندما يراك يشعر بنوع من الضيق أو عدم الراحة، كذلك أيضًا نفس الشيء يحدث بالنسبة لك.

ومن هنا أقول: لا مانع من عمل رقية شرعية، لأنها -بإذن الله تعالى- إذا لم تنفع فيقينًا لن تضر، وهذا ما أنصحك به في أقرب وقت، على أن تذهبي إلى أحد الرقاة الشرعيين الثقات، لأن بعض الناس يذهبون إلى بعض الدجَّالين الذين قد يُصلون أمام الناس في المساجد وقد يكون لديهم لحىً، إلا أنهم لا يستعملون الطريقة الشرعية في العلاج، ويستعملون الجن، ويستعملون وسائل غير مشروعة.

فأنا أنصحك أن تسألي -باركَ الله فيك– عن راقٍ شرعي ثقة، وأن تذهبي مع أحد أرحامك إليه، لأنه لا يجوز أن تذهبي إليه وحدك، وإن استطعت أن تفعلي ذلك بنفسك فيكون ذلك أفضل، أو إذا كان هناك أحد من أهلك يستطيع أن يفعل ذلك.

إلا أن قضية السحر تحتاج إلى نوع من الدربة والمِران، ونوع من قوة الشخصية ورباطة الجأش، وهذا قد يتعذر بالنسبة لك أو لأحد في البيت.

فأنا أنصحك بالتوجه إلى أحد الرقاة الشرعيين الثقات –كما ذكرت–، وبإذن الله تعالى باتباع البرنامج العلاجي الذي سوف ينصحك به؛ ستكون أمورك طيبة، خاصة وأنك -ولله الحمد- ما زلت صغيرة وأمامك فرصة طويلة -بإذن الله تعالى- لأن يُكرمك الله تبارك وتعالى بزوج صالحٍ ومناسب.

إلا أن كلامي هذا ليس معناه أنك مسحورة يقينًا، وإنما قلت هناك احتمال، ولذلك لو شئت أن تصبري قليلاً عسى الله تبارك وتعالى أن يمُنَّ عليك بالزوج المناسب، لأنك تعلمين أن الزواج رزق من أرزاق الله تعالى، كما أن الأولاد رزق من الله تبارك وتعالى، والمال رزق، فكذلك الزواج رزق، فاحتمال أن رزقك لم يأتِ بعد، وهناك احتمال أن الشخص المناسب لم يأتِ بعد، وهناك احتمال أن هناك سحرا، ولكن كما ذكرت لك العلاج بالرقية لا يضر -بإذن الله تعالى- لأنه سينفعك في جميع الأحوال.

فاستعيني بالله تعالى، وتوكلي على الله، وعليك بالدعاء بكثرة، وقولي: {وارزقنا وأنت خير الرازقين} وابدئي عملية الرقية، وأنصحك بالاستماع إلى رقية الشرعية للشيخ محمد جبريل -هذا المقرئ المصري المشهور– وهي موجودة على الإنترنت، خاصة في الليل، حاولي ما دام عندك إنترنت أن تجعلي الرقية تعمل طيلة الليل، لأن هناك رقية شرعية طويلة لمدة تسع ساعات تقريبًا، اجعليها تعمل طيلة الليل حتى وأنت نائمة وإن كنت لا تركزي عليها.

وحافظي –بارك الله فيك– على أذكار الصباح والمساء ضرورة، لأن هذا من أعظم العوامل التي تدفع عنك كيد الشيطان، كذلك أيضًا إذا كان عندك وقت أن تقرئي سورة البقرة يوميًا فحسن.

حافظي على الصلوات في أوقاتها، واجتهدي في أن تكوني على وضوء غالب الوقت، وحافظي على أذكار ما بعد الصلاة، وأكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وتوجهي إلى الله بالدعاء أن يشفيك الله تعالى وأن يعافيك وأن يصرف عنك كيد الكائدين وحقد الحاقدين، واذكري الله كثيرًا، لماذا؟ {لعلكم تفلحون}.

واطلبي من والديك الدعاء لك، وأن يصرف الله عنك هذا السوء، وأن يرزقك بالزوج الصالح، فإن دعاء الوالد لولده مستجاب، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- يُكْفَ الهمُّ ويُغفر به الذنب، والاستغفار يجلب الرزق بنص القرآن: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّارًا * يُرسل السماء عليكم مدرارًا * ويُمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا}، وصلة الرحم كذلك (من سرَّه أن يبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه)، وتقوى الله تعالى سبب من أسباب الرزق، قال تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب}، كما أن معصية الله تعالى سبب من أسباب الحرمان، قال -صلى الله عليه وسلم-: (وإن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يُصيبه).

هذا البرنامج الرائع من التزمه لا يخيب إن شاء الله، أرجو أن تلتزمي به، وأبشري بفرج من الله قريب.

www.islamweb.net