أعاني من آلام وتخدير في الجسم عند قراءة القرآن، فما تفسيركم لذلك؟
2015-01-01 00:36:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة، مشكلتي أنني عندما أستمع إلى القرآن، خاصة سورة البقرة ويس، أو الرقية الشرعية، أشعر بأعراض عديدة منها: نعاس، وتثاؤب، ودموع، وألم في القلب، وتعرق، وبرودة، وألم في العظام، وتخدر في أعضاء الجسم، وحركة في البطن، وتجشؤ خفيف، وسرعة في التنفس، ودوخة، فهل هذا مرض نفسي؟ أم هو مرض روحي؟ وما العلاج؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الحمد لله تعالى مجتمعنا العربي الإسلامي مجتمع طيب، ومجتمع متماسك، وفيه الكثير من الإيجابيات، لكن بكل أسف هنالك سلبيات أيضًا سيطرت على فكر كثير من الناس، وبكل أسف بعضنا يُنسبها للدين والدين منه بريء، وليست من الدين في شيء.
أيتها الفاضلة الكريمة: هذه مقدمة مهمة جدًّا في حالتك، لأن الأعراض التي تحدثت عنها وهي أنك حين سماع القرآن كسورة البقرة مثلاً تأتيك هذه المشاعر، مشاعر النعاس والتثاؤب والدموع، هذه أعراض إيحائية، بمعنى أنها أصبحت مفصَّلة في المجتمع، يتحدث عنها الناس بإسراف وبإسهاب، يقولون أن العين أعراضها كذا، وأن السحر أعراضه كذا، وأن المسِّ أعراضه كذا، وأنا أؤمن بالعين والسحر والمسِّ، لكن لا أؤمن أبدًا بتفصيل هذه الأعراض، هذه الأعراض قد تأتي، لكن لا نستطيع أن نخصصها، لا نستطيع أن نقول أن هنالك معايير تشخيصية، الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو خير خلق الله حين سُحر -وهذا أمر ثابت- لم يُدرك أنه مسحور إلا بعد أن أتاه الوحي، فكيف لنا كبشر عاديين جدًّا أن نفصِّل هذه الأعراض.
نحن نقول للناس السحر موجود ولكنَّ الله سيُبطله، العين موجودة ولكنَّ الله سيبطلها، نحن مطالبون بأن نلتزم بديننا، وأن تكون قناعاتنا قوية في أن الله تعالى هو النافع، وهو الضار، وليس للبشر أي قوة، أو سلطة، أو سلطان لأن يضر أحدٌ أحدًا.
فيا -أيتها الفاضلة الكريمة-: الأعراض التي تأتيك هي أعراض نفسية في المقام الأول، لكن تخوفك من العين والسحر، وما هو شائع في المجتمع جعل هذه الأعراض تفصَّل تفصيلاً ليأتيك الشعور بأنها ربما تكون نتيجة لمرض روحي، هذا لا يعني أن تجهلي أمر العين والسحر، ولكنني أريدك أن تقومي بالآتي:
- أن تحرصي على الصلاة في وقتها.
- عليك بأذكار الصباح والمساء والأذكار الموظفة.
- عليك بوردٍ قرآني.
- خالقي الناس بخلق حسن.
- عليك بالرقية الشرعية.
هذا هو الذي تحتاجين له، ولا أحد يضرك أبدًا بعد ذلك، واعلمي أن الله خير حافظًا، وأن {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله}، {وإن عليكم لحافظين * كرامًا كاتبين}.
فيا -أيتها الفاضلة الكريمة-: ليس من الضروري أن تذهبي إلى راقٍ، مع احترامي للرقاة، اقرئي الرقية، واسمعيها، فهنالك رقية للشيخ محمد جبريل مثلاً، والشيخ ماهر المعيقلي -وغيرهما-، كلها موجودة على الإنترنت، فاستمعي إليها.
أنا أرى أنك يجب أن تصرفي انتباهك تمامًا عن هذه الأعراض، وأن تتجاهليها، وأن تعيشي حياتك بقوة، وأن تتناولي أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، وأعتقد أن ذهابك إلى الطبيبة سوف يكون أمرًا جيدًا، لأن تقوم الطبيبة بإجراء الفحوصات العامة، ثم تصرف لك أحد أدوية المخاوف الوسواسية والقلقية، وهي أدوية كثيرة جدًّا ومعروفة وسليمة، وليست إدمانية، ومعظمها لا يؤثر على الهرمونات النسوية.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.