أعاني من القلق العام وأتعرض للرهاب بشكل شبه دائم.. فما العلاج؟
2014-12-30 05:00:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أعاني من القلق العام، وأستعمل سبراليكس 20 مرة، واندرال 5 مرتين، ولكن مؤخرا لم أعد أشعر بأن الدواء يعمل معي كما سبق، وأتعرض للرهاب بشكل شبه دائم ومتنوع، فما هي طريقة رفع جرعة السيبراليكس إلى 30 وهل هي آمنة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عابر سبيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أيها الفاضل الكريم: السبرالكس دواء فعّال، وكذلك الإندرال فعّال، لكن الذي يظهر لي أنك لم تُفعِّل الآليات السلوكية، وذلك مع احترامي الشديد لك.
الرهاب يُفتتْ ويُقضى عليه من خلال الممارسات السلوكية المضادة له، أمور بسيطة جدًّا في الحياة:
- أُقرر أن أقوم بزيارتين (مثلاً) في اليوم أزور صديقًا وأزور مريضًا.
- أن أتلوَ القرآن، وأن أذكر ربي بُكرةً وعشيًّا.
- أن أقرأ كتابا مرة في الشهر.
- أن أذهب إلى عملي وأجتهد وأكون فعّالاً أو أن أدرس.
- أن أكون مسؤولاً ومشاركًا في الأسرة.
- أن أشارك وأساهم في عملٍ خيري.
- أن أمارس الرياضة الجماعية مع أصدقائي.
- أن أُصلي في المسجد مع الجماعة.
- أن أمارس شيئًا من كرة القدم أو أي رياضة أخرى كالمشي أو الجري.
أخِي الكريم: الرهاب يُهزم من هذه الزوايا.
- أن تُطبق تمارين الاسترخاء.
- وأن يكون لك أهداف، أهداف متوسطة المدى، أهداف قريبة المدى، وأهداف بعيدة المدى.
أتاني أحد الإخوة وقال لي: (يا أخِي محمد: أريدك أن تُحدد لي أهدافا، أريدك أن تُساعدني في تحديد هذه الأهداف) قلت له: (نعم الأهداف سوف تساعدك، أهدافا قريبة المدى أو آنية المدى: اذهب واحفظ سورة الملك في ثلاثة أيام، هدف عظيم، وفي ستة أشهر ما هو الهدف؟ اقرأ كتابا، وطوّر عملك بأن تذهب وتنضمَّ إلى كورس، وهذه الكورسات موجودة، والهدف بعيد المدى: أن تكون أفضل مما أنت عليه الآن، أن تبنِي حياتك، حياة أسرتك، حياة زوجتك، حياة أولادك).
أخِي الكريم: الحياة لا بد أن تكون فيها أهداف، هنالك أسس وأهداف، لا بد أن نخاف، ولا بد أن نحِسُّ بالرهاب إذا كنا مستسلمين، وإذا كان الزمن يتلاعب بنا، لأننا لا نُديره بصورة طيبة، وإذا كان الفراغ الفكري يُسيطر علينا.
أخِي الكريم: أزعجني جدًّا تقرير يقول: إن الطفل العربي لا يقرأ أكثر من ساعة في السنة، هذه ليست مبالغة، وأقصد القراءة غير الأكاديمية، فإذًا نحن الكبار أيضًا لدينا مشكلة.
أخِي الفاضل: لا أريد أن أخرج عن الموضوع، لكن الذي ذكرته لك هو عين الحقيقة.
بالنسبة لجرعة السبرالكس: نعم يمكن أن تُرفع إلى ثلاثين مليجرامًا، لا بأس في ذلك، تناول عشرة مليجرام في الصباح وعشرين مليجرامًا في المساء، أو تناول الثلاثين مليجرامًا مرة واحدة، لكن لا تزيد على هذه الجرعة.
كما أني أنصحك أن تقوم بإجراء الفحوصات الطبية الأساسية، حيث إن السبرالكس في حالات نادرة ربما يؤدي إلى انخفاض بسيط في أملاح الصوديوم.
إذًا فحص بسيط في المركز الصحي، سوف يجعلك أنت ونحن مطمئنين على صحتك، وأنت موجود في دولة قطر، لماذا لا تتواصل مع قسم الطب النفسي؟ هذا ممكن جدًّا، هنالك علاجات سلوكية، هنالك برامج ممتازة، والدواء متوفر في المستشفى.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.