طفلي يؤذي نفسه بالضرب، ولا يتوقف عن البكاء خاصة في الليل
2014-12-27 23:27:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امرأة متزوجة، ولدي طفل يبلغ من العمر سنتان وتسعة أشهر، عندما كان عمره سنة كان يضرب رأسه بالأرض والجدار بقوة إذا غضب، وهو من النوع العصبي، ويبكي على أي شيء، له أخت توأم يرفض أن أحملها أو أعطيها شيئا، وإذا فعلت ذلك فإنه يبدأ بنوبة الصراخ والبكاء.
منذ ستة أشهر أو أكثر، بدأ بضرب وجهه، ونحاول معه بالهدوء أحيانا، وبالتجاهل، وبالشدة أحيانا أخرى، ولكن دون فائدة، والمشكلة الأكبر التي لم أجد لها أي تفسير، وبحثت في شتى المواقع ولم أجد إجابة لهذه المشكلة: هو أنه يستيقظ في الليل، ويبدأ بضرب وجهه ويبكي، ويبقى فترة لا يستجيب لنا، وعندما نمنعه من ضرب نفسه يثور أكثر، ويضرب نفسه بقوة أكثر، ومن جديد بدأ بقرص وجهه، وأنحاء من جسده عندما يكون غاضبا، أحاول حضنه ومنعه من ضرب نفسه، ولكنه يبكي ويغضب أكثر.
تعبت من هذه الحالة، علما أن وضعنا العائلي مستقر -والحمد لله-، ولا توجد أي مشاكل تؤثر عليه، ولا أحد يقوم بضربه، ويلاقي الكثير من الحنان؛ لأنني معظم الأوقات معه، ودائما أحاول أن أبعده عن الغضب، ولكن دون جدوى.
أرجوكم ساعدوني فلقد احترت، وتعبت من صراخه في الليل، وضربه لنفسه، هل يجب أن آخذه إلى طبيب مختص؟ لقد سألت طبيبا لكنه لم يساعدني في هذه المشكلة.
بارك الله فيكم، وجزاكم كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا بهذا السؤال، ومؤكد أن الأمر ليس بالشيء السهل، وواضح من سؤالك أنك عانيت وما زلت تعانين الكثير، أعانكم الله.
أولا: لابد من عرض الطفل على طبيب أطفال مهتم بتطور الأطفال؛ ليقوم بالفحص الشامل للاطمئنان على نمو الطفل، وتطوره العام، وخاصة النمو النفسي والاجتماعي، كي لا تكون هناك مشكلة، أو مرض معيّن له تأثيرات نفسية سلوكية على الطفل، كالتوحد، أو غيره من الإعاقات، وإن كان ليس هناك في سؤالك ما يشير بشكل مباشر لهذه القضية، ولكن من باب الاطمئنان.
الأمر الآخر: أن من أكثر أسباب السلوك المتعب عند الأطفال، وربما كثير مما ذكرته في سؤالك عن سلوك طفلك ينطبق عليه هذا، من ضرب رأسه أو وجهه؛ ربما هو الرغبة في جذب الانتباه لنفسه، فمن المعروف أن الطفل يحتاج لجذب انتباه من حوله من الناس، وخاصة الوالدين، كما يحتاج للهواء والطعام والماء، وإذا لم يحصّل الطفل هذا الانتباه على سلوكه الحسن، فإنه سيخترع طرقا سلوكية كثيرة لجذب هذا الانتباه، والغالب أن يكون عن طريق السلوكيات السلبية، كما يفعل طفلك، وليس هذا لسوء في الطفل، وإنما هو في حاجة نفسية كبيرة لجذب الانتباه.
ولماذا السلوكيات السلبية؟ لأننا وبشكل عام وبساطة، نحن الآباء والأمهات، لا ننتبه عادة للسلوك الإيجابي، بينما ننتبه وبشدة للسلوك السلبي، وكما قال أحدهم: "عندما أحسن العمل، لا أحد ينتبه، وعندما أسيئ العمل، لا أحد ينسى"!
وما يمكن أن تفعليه مع طفلك، عدة أمور منها:
1- أن تلاحظي أي سلوك إيجابي يقوم به طفلك -مهما قلّ أو صغر هذا السلوك- وأن تـُشعريه بأنك قد لاحظت هذا السلوك الإيجابي، ومن ثم تشكريه عليه.
2- أن تحاولي تجاهل بعض السلوك السلبي الذي يمكن أن يقوم به طفلك، إلا السلوك الذي يعرض فيه نفسه أو غيره للخطر، فعندها من الواجب عدم تجاهل الأمر، وإنما العمل على تحقيق سلامة الطفل.
3- ويمكننا النظر لعناد طفلك، وربما الكثير من سلوك طفلك لجذب انتباهك وانتباه من حوله هو من هذا النوع، فحاولي التعامل مع هذا السلوك كمجرد سلوك لجذب الانتباه، ويمكنك توجيه انتباهك إليه عندما يتجاوب معك ومن دون عناد، وحاولي صرف انتباهك عنه عندما يصل عناده لحدّ لا ترتاحين له.
ومن المعروف أن الصفة التي تتعبنا عادة في الطفل وهو صغير، كالعناد مثلا، قد تكون هي نفسها الصفة التي ستكون وراء نجاحه وتفوقه في قابلات الأيام، فنحن لا نهدف إلى تحطيم هذا العناد والذي يشير إلى الثقة في نفسه، وإنما نريد تطويعها لمصلحة الطفل ومصلحة من حوله.
وأنصح بدراسة كتاب في تربية الأطفال، فهذا مما يعين الكثير من الآباء، ويعلمهم الصيد، بدلا من أن نعطيهم سمكة، ومن هذه الكتب كتابي "أولادنا من الطفولة إلى الشباب"، وسيعينك على تربية طفلك، ويمكنك الحصول عليه عندكم في ألمانيا من مكتبة مسجد بلال في مدينة آخن.
وفقكم الله، وخفف عنكم هذا الحال، وحفظ طفلكم من كل سوء.