هل ثمة علاقة بين القولون العصبي والقلق النفسي؟
2014-12-23 00:59:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب عمري 26 سنة، قبل سنتين بدأت عندي أعراض خوف وهلع؛ نتيجة موقف حصل لي؛ مما أصابني بالقولون العصبي، وقد راجعت طبيبا نفسيا، فوصف لي دواء السيبرالكس 10 ملجم مساء حبة واحدة، وزيلاكس.
استمررت على العلاج مدة سبعة أشهر، ثم توقفت عن تناول العلاج لمدة شهر تقريبا، بطريقة انسحابية جيدة بناء على تعليمات الطبيب، وتحسنت حالتي كثيرا -ولله الحمد-، وبعد شهر عادت حالتي؛ نتيجة القولون العصبي، ثم رجعت لتناول العلاج بجرعة 10 ملجم حبة مساء بدون استشارة الطبيب، وقد تحسنت حالتي -ولله الحمد-، واستمررت على العلاج مدة سنة كاملة.
عادت لي الحالة للمرة الثالثة؛ نتيجة القولون العصبي بعد سنة من التوقف الأول، ثم تناولت علاج الدوقماتيل 50 ملجم حبة واحدة في اليوم، من أجل القولون العصبي، بالإضافة للسيبرالكس، وقد استمررت على الاثنين لمدة ثلاثة أشهر، وقد تحسنت حالتي جدا -ولله الحمد-.
ولكن الآن أصابتني حركة لا إرادية بالعضلات منذ شهر تقريبا، فأحس بين مدة وأخرى بحركة العضلات في جميع أماكن الجسم بدون استثناء، تقريبا كل ساعة، تزيد وتنقص، وهي حركة بسيطة بالعضلات، وكأنها انقباض وانبساط بالعضلة، ثم توقفت عن تناول الدوقماتيل؛ خوفا من أن يكون هو سبب الحركة، ولكن لم تذهب بعد شهر من إيقافه، وأنا أشعر بخوف واكتئاب الآن من كثرة التفكير في هذا الموضوع، وأفكر أنه من مضاعفات السيبرالكس، وأنه قد يتطور لمرض في الأعصاب، أو ما شابه ذلك -لا قدر الله-.
ما رأيكم في حالتي؟ وهل تنصحوني أن أتوقف عن السيبرالكس، أو أقوم بتغيير السيبرالكس؟ علما أني بحاجة له في هذه الأوقات؛ نتيجة التفكير والتوتر الذي أصابني من هذه الرعشة والحركة اللاإرادية، فهل أعود للدوقماتيل أم إنه من الممكن أن يسبب لي الأعراض اللاإرادية؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نادر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
القولون العصبي كثيرًا ما يكون مرتبطًا بالقلق النفسي، وحتى إن لم يظهر هذا القلق في شكل أعراض واضحة وجليَّة، قد يكون قلقًا مقنعًا توتريًّا داخليًّا ينعكس على عضلات الجسم ومنها القولون؛ مما يسبب أعراض ما يسمى بالقولون العصبي، لذا يُعتبر التنفيس أو التفريغ النفسي مهم جدًّا، وهذا يتأتى من خلال التعبير عن الذات وعدم الاحتقان، وأن يكون الإنسان دائمًا منشرحًا ومتواصلاً اجتماعيًا، ولا يكون حسَّاسًا حيال بعض الأمور الحياتية التي لا تُرضيه، كما أن ممارسة الرياضة مهمة جدًّا، وكذلك تمارين الاسترخاء.
أعتقد –أخِي الكريم– أنك في حاجة للجانب العلاجي السلوكي الحياتي البسيط جدًّا، اعتمادك على الأدوية لفترات طويلة ربما لا يكون أمرًا مستحسنًا، هذه الأدوية سليمة، كالدوجماتيل والسبرالكس أدوية سليمة، لكن أعتقد أن تدعيم الجوانب السلوكية سوف يمنع عنك الانتكاسة، هذا هو الذي نركز عليه.
بالنسبة للحركات اللاإرادية هذه: أنا أرى أن تذهب وتقابل الطبيب، إما الطبيب النفسي أو طبيب الأعصاب، لا نستطيع أن نقول: إنها ناتجة من السبرالكس أو الدوجماتيل، وفي نفس الوقت يصعب جدًّا أن ننفي ذلك أيضًا، فالدوجماتيل في بعض الأحيان إذا كانت جرعته عالية ربما يؤدي إلى بعض الحركات اللاإرادية الانقباضية، أما السبرالكس فلم تمرَّ عليَّ حالة، ولم أقرأ، ولم أسمع، ولم أطلع أنه يؤدي إلى حركات لا إرادية.
فيا أخِي الكريم: حتى يُحسم هذا الأمر وتطمئن أنت ونطمئن نحن، أرجوك أن تذهب وتقابل الطبيب، والأمر قد يكون أمرًا بسطيًا مرتبطًا بالقلق النفسي، القلق يؤدي إلى انقباضات عضلية وبعض الحركات اللاإرادية في بعض الأحيان، وربما يتطلب الأمر فقط أن تمارس رياضة وتمارين الاسترخاء التي تحدثنا عنها، وهي بالفعل علاج ممتاز جدًّا لأعراضك الأساسية، وكذلك للأعراض الإضافية التي تمثلت في ظهور هذه الحركات اللاإرادية، لكن الذهاب إلى الطبيب؛ ليقوم بفحصك ومناظرتك أمر مهم وضروري حتى تطمئن.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.