تراودني أفكار سلبية ومخاوف ولا أحس بطعم الحياة
2014-12-16 03:12:26 | إسلام ويب
السؤال:
أسعد الله صباحكم بالخير والمسرات.
أولا: أشكركم على إتاحة الفرصة لي لطرح سؤالي عليكم، أسال الله أن يجعل أيامي وأيامكم سعادة.
شخصيتي: أنا شخص انطوائي بعض الشيء أحب نفسي، أحب المظهر أحب لكل شخص ما أحب لنفسي, لا أستطيع الحوار والنقاش الجاد، أو الصعب، ولا أحب المشاكل أبدًا، ولو أتحمل الخطأ، وإن لم أكن مخطئًا, ولا أستطيع المواجهة أغلب الأحيان.
السؤال: سافرت قبل 4 سنوات تقريبًا إلى الخارج للبعثة، وكانت مدة البعثة 3 سنوات، مكثت 7 أشهر، وفجأة أحسست بعدم الرغبة في الضحك، وعدم الرغبة في المزح، وعدم الرغبة في الذهاب مع الأصدقاء، كذلك بعدم الرغبة في ممارسة أي عمل، وأصبحت أريد أن أمكث طوال وقتي في غرفتي, مكثت بضعة أيام، وبدأت الأفكار السلبية تراودني، والقلق نفسي, ولا أريد التحدث مع أي شخص، ولا أريد مقابلة أحد أبدًا، وفجأة يصيبني بكاء شديد، ولا أعلم ما بي أبدًا!
أصبحت أخاف من المستقبل بشكل رهيب, بعد ذلك قررت العودة إلى أرض الوطن، وأنا أحمل همًا وضيقة في قلبي لا يعلمها إلا الله، وعند وصولي أرض الوطن أصبحت لا أخرج من باب المنزل حتى المسجد لا أستطيع الخروج إليه، أو الجيران.
ذهبت إلى شيخ وقرأ الرقية الشرعية، ولا أشعر إلا بوساوس فقط -والحمد لله- والخوف الشديد من السفر حتى ولو بضعة كيلو مترات.
بعد قرابة السنه ذهبت لطبيب نفسي بعدما أصبحت نفسيتي أقرب للموت -والعياذ بالله- لدرجة أنني لا أستطيع الوقوف كثيرًا والانتظار صعب جدًا, وقام بصرف دواء (لسترال 50مج)، وقال استخدمه بالتدريج لمدة تصل لستة أشهر، وكذلك دواء (دوجماتيل) حبة كل يوم، شعرت بتحسن لمدة تصل إلى 70 %، -والحمد لله- ولكن لم أعد أهتم بالمواعيد بسبب الخوف من المستقبل، وإذا تركت الدواء عدة أسابيع تأتيني الأعراض فجأة، ومن ثم أعود لأستخدم الدواء من جديد.
في العام الماضي قررت استخدام الدواء بشكل منتظم فاستخدمته لمدة 9 أشهر تدريجيًا، وتركته تدريجيًا حسب وصف الطبيب سابقًا، وأحسست بتحسن كبير لدرجة أنني قمت بالبحث عن وظيفة، وتقدمت للخطبة -والحمد لله- تمت كلها على خير، وأنا خاطب لي الآن لي قرابة الـ 6 أشهر, الآن لي 4 أشهر منذ تركت الدواء، وخلال الايام القليلة الماضية راودتني الأفكار السلبية مجددًا وبدأت بالإحباط، وبدأت أعراضي كالتالي:
1/ لا أستطيع السفر، أو أشعر بخوف شديد عند ذكر السفر لو بمده قصيرة.
2/ أشعر بعدم الرغبة في الضحك وتبادل الحديث مع الاصدقاء حين نجتمع.
3/ أشعر بالحزن الشديد والبكاء بعض الأحيان.
4/ أشعر بالخوف من معرفه خطيبتي بحالتي، ومن ثم يبدأ قلقها والتفكير بأنها عين أو سحر.
5/ التثاؤب الشديد.
علمًا أنني شخص محافظ على ذكر الله والاستغفار والصلاة في المسجد، ولكن أغلب صلواتي في المنزل.
أرغب في استشارتكم بعد الله في حالتي، ووصف الحل الأنسب، علمًا أن زواجي الصيف المقبل، وأسأل الله ألا يحرمكم الأجر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد المجيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حالتك -إن شاء الله تعالى- هي حالة بسيطة، وشخصيتك شخصية جيدة ومتزنة، وأيضًا ما نسميه بـ (موجهتك الاجتماعية) جيدة، وحتى إن كنت انطوائيًا، هذا بقليل من الجهد والإصرار على التفاعل الاجتماعي سوف تتخلص من هذه الانطوائية، ومن أفضل أنواع التواصل الاجتماعي هي صلاة الجماعة، هي عبادة وعبادة رئيسية، وأساسية في حياة المسلم، وفي ذات الوقت لها قيمة اجتماعية كبيرة جدًّا لدينا في الطب النفسي؛ لأنها بالفعل تُعالج الخوف الاجتماعي والرهاب، ولذا – أخِي الكريم – أنا أُناشدك بأن تصلي مع الجماعة كل صلواتك، هذا أفضل.
يجب أن تكون مشاعرك إيجابية، وأنت مررت بفترات تحسُّنٍ كبيرة وصلت حتى سبعين بالمائة، وهذا إنجاز كبير.
الذي أستطيع أن أنصحك به هو أهمية مواصلة التفكير الإيجابي، أهمية مواصلة التطبيقات السلوكية، وهذا على المدى البعيد يُقلل فرص الانتكاسات جدًّا، والدواء يعتبر داعمًا، لكن الدواء لا يمنع الانتكاسات، وهذه إشكالية، فاجعل لنفسك مجالاً أوسع فيما يخصُّ نمط الحياة وجعله أكثر إيجابية.
لا مانع أن ترجع وتتناول الدواء، أعتقد أن الجرعة الوقائية تحتاج أن تتناولها لفترة أطول، مثلاً تناول اللسترال بجرعة حبة واحدة يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميًا لمدة ستة أشهر أخرى، وهذه ليست مدة طويلة أبدًا، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم توقف عن تناول الدواء.
وقطعًا الزواج سيكون فرصة استقرار عظيمة بالنسبة لك، ويحسِّن -إن شاء الله تعالى- من درجة تفاعلك الاجتماعي وخروجك من الانطوائية.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.