القلق والاكتئاب وتأثيره على النوم

2014-12-16 01:48:51 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أسعد الله أوقاتكم بالخير والبركات.
سبق وأن شرحت لكم حالتي، وأني كنت أعاني من الاكتئاب والقلق، ووصفتم لي فكسال 150+75 وداومت على هذه الجرعة لمدة عامٍ تقريباً، وبعد انقضاء سنةٍ على الجرعة الأولى، وبعد استشارتكم ثانيةً أشرتم عليّ بأن أخفف الجرعة إلى 150 كجرعةٍ وقائيةٍ، والآن لي 3 أشهرٍ وأنا مداومٌ على هذه الجرعة، وأشعر بشيءٍ من التحسن، ولكن يوجد عندي بعض أعراض القلق والخوف وتقلب المزاج والكسل في بعض الأحيان.

وكنت قد استعملت مع فكسال دواء سركويل 50 وفي بعض الأحيان 25 ليحسّن النوم عندي، ولكن بعد سماعي لما يسببه من ارتفاعٍ في مستوى السكر وارتفاعٍ في هرمون الحليب قررت أن أتوقف عنه، فكيف أعالج نفسيتي بعلاجٍ يسبب لي هذه الأمراض، مثل السكر وارتفاع هرمون الحليب، مما يسبب التثدّي للرجال؟! فقررت أن أستعمل بدلاً عن ذلك ريميرون 30 نص حبةٍ، ولكن كان يسبب لي نوعاً من أنواع الحساسية مثل الحرارة باليدين والوجه، استبدلته بميزاجين ونفس المشكلة السابقة مع الريميرون.

وجربت دواء Tryptizol ولكنه لم يناسبني، فقد أتعب صحتي جداً، وأصبت بالإعياء والتعب الشديد.

اسئلتي هي:
أولاً: كم أستمر على جرعة الفكسال 150؟
ثانياً: هل أعراض القلق والخوف ستزول أم لا بد من دواءٍ إضافيٍ؟
ثالثاً: هل يوجد دواءٌ يساعد على النوم ولا يسبب الحساسية؟ لأن نومي متقطعٌ وإذا استيقظت في منتصف الليل لقضاء الحاجة -أكرمكم الله- يصعب علي الرجوع للنوم، كما يصعب علي كذلك الدخول في النوم.

وجزاكم الله خيراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخِي الكريم: نُقدِّر لك ثقتك الكبيرة في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

هذا التحسُّن البسيط الذي طرأ على حالتك أنا أراه إنجازًا عظيمًا وكبيرًا، لأن مجرد عدم التدهور في الصحة النفسية في حدِّ ذاته نعتبره إنجازًا كبيرًا بالنسبة للإنسان.

أخِي الكريم: العلاج الدوائي لا شك أنه مهمٌ ومفيدٌ، لكنه ليس الأساسي في كثيرٍ من الأحيان، والإنسان لا بد أن يحسِّن دافعيته، لا بد أن يُجاهد، لا بد أن يُكابد، لا بد أن يكون إيجابيًا.

هذه هي الأسس العلاجية الرئيسية، وكثيرٌ من الناس يعيقهم أمرٌ بسيطٌ وهو الخوف من المستقبل والحسرة على الماضي وينسون الحاضر، وهذه هي الإشكالية، فأنا أنبهك -أخِي- أن تعيش حاضرك بقوةٍ -وأنت الحمد لله بخيرٍ- ولديك الكثير جدًّا من الأشياء الجميلة في حياتك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: ما قيل عن السوركويل ليس صحيحًا، هذا خطأ، السوركويل لا يرفع هرمون الحليب أبدًا، ربما يكون هو الدواء الوحيد في مجموعته التي لا يؤدي إلى هذا العرَض، أما عن موضوع ارتفاع السكر وكذلك ارتفاع الكولسترول في بعض الأحيان، كل الأدوية في هذه المجموعة قد تُسبب ذلك لقلَّةٍ قليلةٍ من الناس، حوالي 1.5% من الذين يتناولونه، إذا كان لديهم الاستعداد لذلك، وهذه إشكاليةٌ معروفةٌ، لكن لا تُقلل أبدًا من فعالية الدواء.

ارتفاع هرمون الحليب نعم يؤدي إلى التثدّي، لكن السوركويل –والذي يعرف بــ (كواتبين)– لا يؤدي إلى ذلك، خاصةً أن الجرعات التي كنت تتناولها أنت هي جرعةٌ صغيرةٌ.

فإذًا: السوركويل هو الأفضل لك كمُحسِّنٍ للنوم، وجرعة 25 مليجرام أعتقد أنها جيدة جدًّا، مع الحرص على تطبيق السلوكيات المتعلقة بالنوم الإيجابي، وهذه تتمثل في تثبيت وقت النوم ليلاً، الحرص على الأذكار، ممارسة الرياضة، عدم النوم النهاري، عدم تناول أطعمةٍ في وقتٍ متأخرٍ من الليل، وكذلك تجنب الميقظات والمثيرات مثل الشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتة وبعض الأجبان.

عقار (ريمارون) دواءٌ رائعٌ وعقارٌ ممتازٌ جدًّا، لكنه قد يؤدي إلى زيادةٍ في الوزن، وأنا لا أريدك أبدًا أن تُمازج ما بين هذه الأدوية.

أنت تتناول الــ (فكسال) وهو دواءٌ ممتازٌ، وجرعته ممتازةٌ، استمر عليه مع التطبيقات الأخرى التي ذكرتها لك.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net