ما هو أفضل علاج للأضراس المصابة بالتسوس؟
2014-12-04 10:00:46 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشعر بألم في ضرسين من الأضراس الخلفية للفك العلوي، كلما أكلت شيئاً من الحلويات أو شربت ماء بارداً، إضافة إلى أنني أعاني من التهاب اللثة منذ الطفولة، وعندما توجهت للطبيب أخبرني أن التسوس أصاب هذين الضرسين، ووصل للعصب، بالإضافة إلى ضرس آخر مصاب بتسوس أولي.
وقد أخبرني الطبيب أن ضرسي بحاجة لحشو العصب عاجلاً أو آجلاً، ولا مفر من ذلك، وقال أن الاهتمام الشديد والعناية المستمرة بالأسنان يؤخر عملية الحشو، وهو الأفضل، لأن الأسنان الطبيعية مهما كانت مصابة فهي أفضل وأقدر على التحمل من الحشو.
هل هذا صحيح؟ هل أنتظر أم أستعجل في مسألة الحشو؟ هل حشو العصب صعب ويحتاج لطبيب ذي خبرة كبيرة؟ أم أستمر بالمتابعة عند الطبيب الذي ذهبت إليه؟ وبخصوص المادة المستخدمة للحشو، إذا كان تسوس الضرس الآخر تسوس أولي، وليس كبيراً، هل من الممكن حشوه بمادة مماثلة لنفس لون الأسنان، أم أنه لن يتحمل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا وسهلا بك -أختي الفاضلة-، بداية يجب عليك أن تفهمي آلية ومراحل تطور النخر السني، وهي كالتالي:
إن بداية أي نخر ضمن السن يكون غير مؤلم في المراحل الأولى للتسوس، وعندما يكون النخر ضمن طبقة الميناء السني، كون هذه الطبقة خالية من النهايات العصبية، وعندما يمتد النخر ليصل إلى طبقة عاج السن، يبدأ هنا الألم كون هذه الطبقة تحتوي على النهايات العصبية، ويكون الألم في هذه المرحلة مثار، أي لا يؤلم السن إلا عند تناول المشروبات الساخنة أو الباردة، أو أثناء تناول الطعام، وفي هذه المرحلة يكون العلاج عند طبيب الأسنان بتنظيف النخر السني، ووضع طبقة من ماءات الكالسوم لعزل الحشوة عن العصب، وبعدها وضع الحشوة الدائمة -الحشوة المعدنية أو الحشوة اللصاقة التجميلية-.
وإذا ما أهمل النخر، فإنه يمتد ليصل للعصب السني، ويثار العصب -التهاب عصب حاد-، ويصبح الألم في هذه المرحلة عفوي، أي أن الألم يبقى مستمراً دون وجود أي إثارة من طعام أو شراب، وقد يزداد الألم أثناء النوم، وهذا ناتج عن احتقان الشعيرات الدموية ضمن الحزمة الوعائية العصبية في حجرة وقناة العصب المغلقة، واستعمال المسكنات في هذه المرحلة لا يفيد إلا لبضع ساعات، ويعود الألم من جديد، ولا يكون الحل هنا إلا في نزع العصب عند طبيب الأسنان.
وإذا ما أهملت الحالة أكثر، وبقي المريض يتناول العقاقير المسكنة، فإن التهاب العصب الحاد يتطور إلى التهاب العصب المزمن، ويبدأ اللب السني -العصب السني- بالموت، ويختفي الألم في هذه المرحلة لفترة مؤقتة، حيت يبدأ العصب بالتعفن والتحلل ضمن الحجرة العصبية للسن، وينتقل هذا التعفن إلى العظم، ويتظاهر على الصورة الشعاعية للأسنان كيس ذروي صغير محيط بجذر السن، يبقى هذا الكيس في طور الأزمان دون أي أعراض إلى أن يصاب بهجمة حادة، تتسبب في انتفاخ المنطقة المحيطة بالسن، وقد يقودنا الأمر في النهاية إلى فقد السن (خلع السن).
أختي الفاضلة: حسب شكوتك أنت الآن ضمن المرحلة الثانية من تطور النخر السني، أي أن النخر امتد ليصل طبقة العاج، كون الألم السني لديك مثار عند تناول الطعام والشراب، كما ذكرت لذلك، عليك الذهاب إلى الطبيب لتنظيف النخر، ووضع طبقة عازلة للعصب، وحشو السن بحشوة دائمة دون الحاجة لنزع العصب في هذه المرحلة من تطور النخر، وأن الانتظار دون إزاله النخر هو خطأ فادح؛ لأن النخر سوف يمتد ويتطور إلى المرحله الثالثة، والتي يصبح الألم فيها مستمراً.
وأنا أفضل أن تذهبي إلى طبيب ذي خبرة جيدة، وأن تقومي بإجراء تصوير شعاعي للأسنان؛ لمعرفة امتداد النخر وبعده عن العصب، وإذا حصل أي انكشاف للعصب أثناء تنظيف النخر في هذه الحالة، يعود الأمر إلى الطبيب المعالج، فهو الذي يقرر إذا كان هناك ضرورة لإزالة العصب، أو عمل تغطية للعصب المنكشف، مع المراقبة الدورية للسن شعاعياً.
وإذا ما كان هناك ضرورة لعلاج العصب، يفضل أن يقوم بالعلاج طبيباً مختصاً بعلاج العصب، فهو الأفضل في هذه الحالة، أما بالنسبة لمواد الحشو السني، فهي عديدة ولكل منها مزايا ومساوىء، ونوعية المادة الحاشية للسن يقررها الطبيب حسب حجم الحفرة السنية وموقعها، وحيوية العصب السني.
إن الحشوات المماثلة للون السن هي الحشوات اللاصقة (الكمبوزيت والكمبومير والحشوات المصبوبة التجميلية )، وجميعها تعطي ناحية تجميلية جيدة، وأقواها من ناحية التحمل هي الحشوات المصبوبة التجميلية، ولكنها مكلفة أكثر.
أخيراً أقترح عليك الذهاب إلى الطبيب لمعالجة التسوس، وعدم إهمال الأمر؛ لما يعقبه من تطور للنخر وألم مرافق.
مع أطيب التمنيات بالشفاء العاجل، ودوام الصحة والعافية من الله.