مخطوبة لرجل يتقمص شخصية طفل ويريد معاملة خاصة تجعلني أختنق منه، فما الحل؟
2014-12-08 01:59:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا مخطوبة منذ شهر، وأحب خطيبي جدا، ولكنه يغضب من أشياء بسيطة مثل الطفل الصغير، ويريد معاملة خاصة، ورغم أن لديه صفات جميلة أخرى كنت أبحث عنها منذ زمن، إلا أنه عندما يتقمص شخصية الطفل يجعلني أختنق منه بسرعة، وأخاف بعد الزواج أن تزيد مشاكلنا خاصة أنه لا يعرف كيف يغير من نفسه، ويقول لي: أنا هكذا وسأبقى هكذا طول عمري. فهو يريد معاملة خاصة كالطفل تماما، وأنا أخاف لو فعلت ما يريده مني أن يتحكم بي كثيرا، رغم أنه يحبني ويغار علي جدا.
كما أنني أعاني من وسواس قهري، وتركت لكم استشارة من قبل وتمت الإجابة عليها -والحمد لله-، وأنا الآن حالتي مستقرة لكنني أخاف أن تحدث لي اضطرابات نفسية أو عصبية، وخطيبي لا يتحمل هذا لأنه يريدني أن أعامله معاملة خاصة جدا.
أفيدوني بالرد وعذرا على الإطالة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونتمنى أن يوفقك الله وأن يقدر لك الخير والشفاء ويصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال، وأرجو أن تحمدي الله الذي ساق إليك خطيبا ارتحت إليه، فاشكري الله على نعمه، واجعلي شكره عملا بطاعته، وتذكري أن الخطبة ما هي إلا وعد بالنكاح لا تبيح للخاطب الخلوة بخطيبته، ولا الخروج معها ولا التوسع معها في المكالمات، وهذه الاستشارة تدل على أن هناك زيادة في المكالمات، وهذا ليس فيه مصلحة لمستقبلكم الأسري؛ لأن التوسع في العواطف يصيب الأسرة بالشيخوخة المبكرة، وإذا أكملتم الكلام العاطفي الآن فبماذا ستتكلمون بعد الزواج؟
كما أن كثرة الكلام في هذه الفترة تجلب المشكلات وتفتح الأبواب للتدخلات، وهل ما أنت فيه من مشكلات إلا صورة لما يمكن أن يحصل في حالة التمادي في المكالمات والمراسلات والزيارات؟
والإسلام لا يمنع الخاطب من الكلام مع خطيبته، ولكنه يتدخل في موضوع الكلام ومقداره، ويريد للخاطب أن يحسن الاختيار، فإذا وجد من تؤنسه فإنه سيسرع في إكمال مراسيم الزواج، فإنه لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح، فإن قال قائل: كيف نتعارف؟ قلنا: التعارف الحقيقي والحب الحلال لا يتحقق إلا بعد الدخول وبعد معرفة الصفات على حقيقتها. أما رومانسيات ما قبل الدخول، فهي تمثيل وإظهار للإيجابيات وإخفاء للسلبيات.
هذه وصيتنا لكما بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لكما التوفيق والسداد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور أحمد الفرجابي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
وتليها إجابة الدكتور محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كما أفادك الأخ الدكتور الشيخ أحمد الفرجابي، فإن الاحتكاك الشديد ما بين الخطيب وخطيبته يؤدي إلى مشاكل ولا شك في ذلك، فلا بد أن تتركي بينك وبينه مسافة، وهذا ليس جفاءً أبدًا، على العكس تمامًا، فكثرة التواصل والتداخل الوجداني في هذه الفترة قطعًا يؤدي إلى مشاكل، فكل طرف يحاول أن يستكشف المزيد والمزيد مما قد يكون خافيًا في الطرف الآخر، مثل الطفل الصغير الذي حين يقترب من التلفاز يعتقد أنه سوف يرى تفاصيل أكثر في الفلم الكرتوني الذي يُشاهده، لذا تجديه يقترب ويقترب حتى لا تكون هناك مسافة بينه وبين شاشة التلفزيون، مما قد يُعرضه لمخاطر كثيرة.
لذلك -أيتها الفاضلة الكريمة-، فإن هذا النوع من البحث عن المزيد عن الطرف الآخر حتى وإن كان هنالك حُبًّا شديدًا، هذا المنهج -أي منهج التدخل والتداخل الشديد- لا نُقرُّه أبدًا، بل على العكس تمامًا سوف يؤدي إلى مشاكل كثيرة، وبما أنه لديك طابع ومنهج وسواسي في التعامل فهذا قد يُعقد الأمور أكثر؛ لأنك سوف تحاسبينه على الصغيرة والكبيرة، وسوف تحاسبين نفسك أيضًا، فالانضباط الوسواسي يؤدي إلى إشكالات في مثل هذه العلاقات.
الذي أنصحك به هو أن يكون هناك شيء من الحكمة والرزانة في التواصل ما بينكما، ولا تحاولي أن تُشرحيه وجدانيًا وسلوكيًا، هذه مشكلة كبيرة جدًّا، وإن شاء الله تعالى بعد أن يتم الزواج -وأتمنى أن يكون ذلك قريبًا- لن توجد حواجز بينكما بعد ذلك، وكل طرفٍ -إن شاء الله تعالى- سيفهم الطرف الآخر بصورة أفضل.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.