كيف أقنع أمي بأن ما تراه في منامها مجرد حلم وليس حقيقة؟
2014-12-04 03:38:07 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
موقعكم جميل وأحبه جدا.
لا أدري كيف أطرح مشكلتي؟ فمنذ يومين وأنا أعاني من قلق سببته لي أمي، ولا أستطيع أن أمارس حياتي، وذلك بسبب أنها رأت حلما وكأن أبي يفعل معي شيئا ليس جيدا، وأخبرتها أنه مجرد حلم، والأحلام من الشياطين، ولكنها لم تقتنع، فهي كما تقول بأن الحلم تكرر معها، وتنظر إلي وتطيل النظر، فأخبرها بأن تنسى، ولكنها تقول بأنها لا تستطيع، فهناك شيء يعتلج في صدرها.
أشعر بأني سأجن، فهي تنتظر بأن أعترف لها، ولكني سأعترف بماذا؟! فأنا أرى أن أبي أحسن أب في الدنيا، كما أنه كيف لي أن أفكر بأن أبي الذي هو من المفترض أن يكون أماني كيف يقتلب وحشا -لا قدر الله-؟! بسببها جعلتني أحمل فكرة سيئة عن أبي، وأدى ذلك إلى أنني لم أعد أستطيع التركيز في دراستي وجامعتي.
لقد تعبت جدا من تفكير أمي الغريب، وأنها كلما حلمت حلما ليس جيدا فإنها تربطه بالواقع، فكيف أتصرف معها؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Areej Ab Al حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، ويصلح الأحوال، وأن يحقق الآمال، وأن يقر أعينكم بشفاء الوالدة من الأوهام.
وكم تمنينا أن تعرض الوالدة أحلامها على معبر للأحلام من الصالحين، وعندها ستفاجأ بأن التفسير على عكس ما تتوقع، وحسب قراءتي وتواصلي مع المعبرين، أن المعاشرة في الحلم نفعٌ يصل للمنكوحة، وهذا ما حدث من تعبير أحلام عديدة قمنا بعرضها على المختصين.
ومن المواقف التي حصلت مع زبيدة زوجة الخليفة، حيث رأت كل الرجال يجامعونها، فأرسلت جاريتها لابن سيرين، وطلبت من الجارية أن تحكي ما حصل على أنه حلم لها، وأنها رأت كل الرجال يعاشرونها معاشرة الأزواج، لكن الإمام ابن سيرين قال للجارية لست أنت صاحبة الحلم، فلما اعترفت بأن الحلم للأميرة زبيدة؛ كان التعبير: بأنها ستعمل عملا ينتفع به كل الناس، وبالفعل كان تفسير ذلك بئراً لسقيا الناس.
كما أن تفكير الوالدة في يقظتها هو الذي يأتيها بالأحلام، وهي في الحقيقة أضغاث أحلام، والإنسان يرى في نومه ما يهتم به أو يغتم له، وأهل الإيمان يوقنون بأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، ومن تتقي الله في اليقظة لن يضرها ما تراه في نومها.
وهذه وصيتنا لك بالصبر، ونتمنى أن تقرؤوا الرقية الشرعية على الوالدة، وابتعدوا عن كل ما يثير شكوكها، ولا تحاولي الاعتراف بما لم يحصل، بل هو مستبعد جدا، ونسأل الله أن يشفيها، وأن يصلح الأحوال.
سعدنا بتواصلكم، ونتشرف بمتابعة أخباركم، وإذا كان هناك عالمٌ تثق فيه الوالدة أو معبر مشهور تصدقه؛ فأرجو ان تذهبوا إليه.
ونسأل الله أن يعجل لها بالعافية، وأن يرزقها حسن الظن بمن حولها، وعليها أن تتعوذ بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضارهم شيئا، وكيد الشيطان ضعيف، وليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.
وفقكم الله، وسدد خطانا وخطاكم.