أشعر بأن الحياة لم تعد كما كانت، هل من توجيه؟
2014-12-01 23:24:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
بارك الله فيكم على مجهودكم العظيم والمحسوس.
لدي بعض المشاكل البسيطة أرجو منكم إفادتي في كيفية التخلص منها.
أشعر بوساوس بأن الحياة لم تعد كما هي، وهناك شيء تغير، فعندما أفعل نشاطا ممتعا أو جميلا تنتابني وساوس بأن النشاط لم يعد كما كان!
أفيدوني أثابكم الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالفعل هذا نوع من الخواطر ذات الطابع الوسواسي، وفي ذات الوقت هنالك جزئية مهمة موجودة في هذه الظاهرة التي تعاني منها، وهو ما نسميه باضطراب الأنية البسيط، واضطراب الأنية هو نوع من القلق، يحسُّ فيه الإنسان بأن ما حوله متغيِّرٌ جدًّا، أو أن ذاته متغيرة، بمعنى أن الإنسان كأنه ينظر إلى نفسه من مسافة بعيدة، وهي حالة عرضية قلقية وسواسية وليس أكثر من ذلك.
أيها الفاضل الكريم: الإجهاد النفسي قد يُثير مثل هذه المشاعر الوسواسية القلقية، فلذا حاول أن تكون دائمًا في حالة استرخاء ذهني وجسدي، مارس الرياضة؛ لأنها مفيدة جدًّا، وعليك بالنوم المبكر، وعليك بعمل تمارين استرخاء، خاصة تمارين التنفس والشهيق والزفير، وتطبيقها بسيط جدًّا.
اجلس في مكان هادئ في الغرفة مثلاً على كرسي مريح أو على السرير، أغمض عينيك، افتح فمك قليلاً، ضع يديك على جانبيك، وتأمَّل في شيء جميل، قل: (بسم الله الرحمن الرحيم)، ثم خذ نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، املأ صدرك بالهواء وأمسكه لمدة أربع إلى خمس ثوانٍ، ثم بعد ذلك أخرج الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم.
كرر هذا التمرين البسيط خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، ستجد فيه فائدة كبيرة جدًّا.
أعتقد أن تطبيقك لما ذكرته لك سوف يفيدك كثيرًا، بجانب أن تحقّر فكرة الوسواس، وتقول لنفسك: (الحياة طيبة، الحياة كما هي) يعني أن تُسقط على نفسك نوعا من الفكر المخالف، وإن ظلت الحالة متسلطة عليك ومستحوذة هنا قابل طبيبًا نفسيًا إن كان ذلك ممكنًا، وإن لم يكن ممكنًا يمكن أن تتناول عقارا يعرف تجاريًا باسم (فافرين) ويسمى علميًا باسم (فلوفكسمين)، يفيد جدًّا في مثل هذه الحالات، وهو دواء سليم ولا يسبب الإدمان.
جرعة الفافرين المطلوبة في حالتك هي خمسين مليجرامًا، يتم تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها مائة مليجراما ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهر، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم يمكنك التوقف عن تناول الدواء.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.