خطبني شاب خلوق ولكن مستواه أقل مني وأود التراجع، فما توجيهكم؟
2016-01-19 03:11:33 | إسلام ويب
السؤال:
أحببت شابا يعمل معي في نفس عملي، ذو أخلاق عالية ودين وأدب بشهادة الجميع، وقد تقدم لخطبتي، ولاحظت منذ البداية أن حياة أهله ومستواهم الاجتماعي والتعليمي جدا بسيط، مع العلم أن والدي متعلم، وجميع إخوتي متعلمون، وأبي كان يعمل مديرا في إحدى الشركات، أما والده فيعمل كسائق، وهو ليس عيبا، ولكن المستوى الاجتماعي فيه اختلاف.
ومع ذلك، ونظرا لطيبته وأخلاقه ودينه وافقت على الارتباط به، ونحن الآن في فترة الخطبة، وهو يعاملني بطريقة رائعة جدا، ولا يرفض لي أي طلب، ولكني أخجل كثيرا بالحديث عن أسرته أمام الناس، وأحاول دائما تجنب أهله، أو زيارتهم، أو الحديث معهم، مع العلم بأنه كان تحصيله العلمي أقل مني، ولكن بعد ارتباطه بي التحق بالجامعة لإكمال دراسته.
عمله جيد، وهو إنسان طموح جدا، ولكني دائما أشعر بضيق من مستوى أهله، وأشعر بأني سوف أظلم أولادي في المستقبل نتيجة مستوى أقاربهم، والبيئة التي سوف يكونون فيها، وهو دائما يترك لي مساحة الاختيار في علاقاتي مع أسرته.
أشعر أن بيننا شرخ سيظل طوال العمر، وأشعر بضيق شديد، مع أن أهله يعاملونني بطريقة ممتازة جدا، ولكني لا أتقبلهم أبدا، وأشعر أن مستواهم أقل من مستوانا بكثير، فماذا أفعل؟ هل أكمل معه؟ أم أنسحب؟ مع أني دائما أفكر بأنه من الأفضل التراجع من الآن، مع العلم بأننا كتبنا كتابنا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sereen حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يحفظك ويرعاك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
وبخصوص ما تفضلت بالحديث عنه:
فاعلمي -بارك الله فيك- أن السبب وراء هذا التصور هو الخلفية الذهنية عندك أنت فقط، أنت تنظرين إلى المستوى المعيشي البسيط أو المتدني على أنه جرم أو مسبة، وليس الأمر كذلك، إن الذي تخشين منه أو تخجلين منه هو أن يكونوا أهل سوء، أو يأكلوا ما حرم الله، أو يجاهروا بالمعصية، وتلك هي الأمور التي يمكن أن تخجلي منها غدا أمام أهل زوجك.
المشكلة ليست في الرجل ولا في أهله، إنما المشكلة في نظرتك الفكرية وخلفيتك المسبقة، فأنت من جعلت بساطة الحال أو قلة المستوى المادي درجة أدنى من غيرها، وهذا خلل، وعليك الاجتهاد في إصلاح هذه الفكرة.
إننا لا نجد في الخاطب عيبا يرد به، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، قال: يا رسول الله وإن كان فيه؟ قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات)، وقد وصفت الرجل بأنه صاحب دين وخلق.
- إننا نريد منك أن تستشيري أهل الدين والعقل، قبل أن تتخذي أي قرار، فليس من اليسير أن تجد المرأة شابا خلوقا متدينا متفهما معها، وأهله كذلك، وترفضه هكذا سريعا.
- كما نريد منك أن تصلي لله ركعتي استخارة، وثقي أن الله سيوفقك للأصوب والأفضل، وهي ركعتين من غير فريضة كما في حديث جابر رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ: إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ: ( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمين حاجتك) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي، وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمين حاجتك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ، وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ).
في الختام: اعلمي –أختنا- أنه لن يكون إلا ما قدر الله لك، فإن صليت الاستخارة وقدره الله فهو الخير، وإن صليت ولم يقدره الله لك فهو الخير، المهم أن تصلي ثم تتوكلي على الله، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.
والله الموفق.