أعاني من الخوف المفرط من الموت وأفكر فيه، ما نصيحتكم؟
2014-12-03 11:59:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
إخواني الأفاضل: أنا شاب بعمر 17 سنة، والحمد لله، أحاول طاعة الله قدر المستطاع، لكن لدي مشكلة منذ أسبوع تقريبا وأنا أفكر في الموت بدون سبب، ويتملكني خوف شديد من سكرات الموت والقبر.
أنا أعلم أنه يجب أن أتذكر الموت لكي لا أعصي الله، ولكني أفكر فيه طول الوقت تقريبا، وهذا يؤثر على حياتي الدراسية والاجتماعية، فأنا لدي خوف مفرط من الموت، وسكراته.
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لؤي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك أخي الحبيب في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.
بخصوص ما سألت عنه فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
- الخوف أخي الحبيب، غريزة كامنة في النفس الإنسانية، تنمو وتخفو حسب الوقائع والأحوال التي ترد عليها، ولك أن تعلم أن القلق والخيال ظرفان ملائمان تماما لنموه.
- الخوف، لأنه أمر فطري وغريزة نفسية ليس أمرا معيبا أو غير طبيعي، بل على العكس دائما، العيب فيمن ينكر وجوده ويدعي كذبا أنه لا يخاف لأن هذا هو الأمر الغير طبيعي.
- نأتي بعد ذلك لظاهرة الخوف من الموت التي تشعر بها، وهنا نحب ابتداء أن نخبرك بأن هذه الظاهرة تعتري أي إنسان، فليس هناك أحد يحب الموت أو لا يخاف منه، وقد ذكر علماء النفس أنه له أسباب منها :
- التعرض لحوادث مرعبة أو لفقد عزيز مع ضعف التدين.
-غموض حقيقة الموت.
-الشعور بالذنب والخوف من العقاب.
-الحساسية المفرطة من فقدان الأحبة والأهل والأولاد.
هذه كلها وغيرها أسباب تدفع الإنسان إلي الخوف من الموت والقلق منه، خاصة عند ضعف التدين أو زيادة الهلع مع ضعف التعليم.
- ينبغي حتى تعود طبيعيا أن تعلم ما يلي:
-التوصل إلى التخلص من الخوف نهائيا أمر مستحيل، لأن الخوف كما ذكرنا سابقا أمر فطري، وإنما الغاية تكون في الحديث عن كيفية التخفيف منه؟
- هل الموت لازمة من لوازم الدنيا أم يمكن التخلص منه وتكون الحياة أبدية بلا موت؟
الجواب بالنفي طبعا -أخي الكريم- لأنه يستحيل لعاقل أن يفترض الحياة بلا موت لأي كائن حي، قال تعالى: (كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون )وقال تعالى: ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم).
بالإضافة إلي ما مر فإن الموت ليس هو الفناء، بل هو انتقال من مرحلة إلي أخرى، إنه انتقال بالصالحين إلي حياة أفضل، وجنة عرضها السموات والأرض، ولقاء الأهل والإخوان في الجنة، ولقاء النبي والصحابة، وانتهاء حياة التكليف، ونحن هنا نحثك على القراءة حول الجنة وما فيها وما أعده الله لأهلها.
-نريدك كلما أتاك الخوف من الموت أو القلق على أحد أن تتذكر أن الأمور تسير بقدر الله، وأن قضاء الله لا يأتي إلا بخير، حدث نفسك إذ أتاك هاتف الموت بقولك: وما المشلكة في الموت؟ الموت قائم المهم أن أموت وأنا على طاعة، بعد ذلك لا يهم أي شيء، كرر ذلك لنفسك كثيرا، وانظر إلى الأمر على أنه أمر طبيعي دون جزع أو خوف أو قلق.
نطمئنك أخي، بأن الأمر يسير، وبمجرد اقترابك من الله وكثرة ذكر الله وتفويض الأمر إلى الله، وعدم اعطائه حيزا من التفكير، ستكون على خير تماما.
نوصيك بالإكثار من الدعاء، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يثبتنا وإياك على الطاعة.
والله الموفق.