الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نوعية السرحان وشرود الذهن وعدم التركيز الذي لديك من الواضح أنه ناتج من القلق، وربما يكون لديك شيء من الإجهاد النفسي والإجهاد الجسدي كذلك، وأحلام اليقظة أيضًا قد تلعب دورًا أساسيًا في مثل هذا النوع من الشرود، لا يوجد لديك مرض عضوي يسبب هذا، لكن من الأفضل أيضًا أن تُجري فحوصات، تتأكدي من مستوى هرمون الغدة الدرقية، وكذلك فيتامين (ب 12) وفيتامين (د)، هذه الفيتامينات في بعض الأحيان مهمة للتركيز، وكذلك وظائف هرمونات الغدة الدرقية، هذا لمجرد التأكيد الطبي الرصين.
شرود الذهن حين يسيطر على الإنسان القلق يجعل الإنسان لا يُحدد أولوياته بصورة جيدة، مما يجعل الأمور تختلط ويتساوى ما هو مهم مع ما هو وضيع أو غير مهم، ولذا يجب أن يتنبه الإنسان لذلك، يتنبه بأن يُحدد الأولويات، الأشياء المهمة يحاول أن يركز عليها أكثر.
وأنت أيضً محتاجة لراحة جسدية وراحة نفسية، كلاهما يمكن الوصول إليهما من خلال النوم المبكر، وممارسة تمارين رياضية، وممارسة تمارين الاسترخاء. هذه الثلاثة مهمة جدًّا لتجعل قوتك الاستيعابية وحسن التركيز بالنسبة لتشتت الذهن الذي تعانين منه، وتمارين الاسترخاء على وجه الخصوص دعي أحد الأخصائيات النفسيات تدربك عليها، أو يمكنك الرجوع إلى استشارة بموقعنا تحت رقم (
2136015).
أيتها الفاضلة الكريمة، وجدنا أن الخشوع الشديد في الصلاة والانتباه والتركيز، وأن يتذكر الإنسان أن للمرء من صلاته ما عقل منها، هذا يحسِّن التركيز، بل ذكر الله تعالى على الدوام يحسِّن التركيز، مصداقًا لقوله تعالى: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم} ومصداقًا لقوله: {واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون}. فدربي نفسك على هذه المنهجية -وإن شاء الله تعالى- سوف تجني منها خيرًا كثيرا جدًّا، وتفيدك في كل حياتك وكذلك في تركيز، وتلاوة القرآن أيضًا – وهو نوع من الذكر وأفضله – بتؤدة وتدبر فيها خير كثير جدًّا.
بالنسبة للعلاجات الدوائية أعتقد أنك محتاج لدواء بسيط مزيل للقلق والتوتر مثل عقار (فلوناكسول FLUNAXOL)، أو عقار (إمبرامين Imipramine)، أو عقار (بسبرون Busiprone)، أو جرعة بسيطة من مضادات القلق والاكتئاب والمخاوف مثل عقار (سيرترالين SERTRALINE)، حين تذهبين إلى الطبيبة وتجري الفحوصات اللازمة - إن شاء الله تعالى – سوف تصف لك الطبيبة أحد هذه الأدوية أو أي دواء تراه مناسبًا.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.