الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت تعانين من قلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة، هنالك أعراض نفسية وهنالك أعراض جسدية، وأنت - الحمد لله - مقبلة على مرحلة عظيمة في حياتك، مرحلة الزواج، وقطعًا إذا لم تكوني أهلاً للزواج لما تقدَّم لك خطيبك أو زوجك.
أيتها الفاضلة الكريمة، يجب أن تثمني مقدراتك، والأخبار المفرحة في بعض الأحيان قد تُسبب قلقًا لصاحبها، لكن هذا القلق قلق إيجابي، سليِ الله تعالى أن يثبتك، سلي الله تعالى أن يُسهِّل أمرك، اسألِي الله تعالى أن يجعلك تلتقي مع زوجك على الخير والرحمة والبركة، هذا هو مستوى التفكير الذي يجب أن تسيري عليه، وكل الذي قيل لك من أنك تعانين من القلق ومن الضيقة ومن الوساوس، هذا كله ينبغي أن تجعليه وراءك وتتركيه خلف ظهرك، يجب أن تحقري كل هذا، أنت ثابتة، أنت قوية، أنت ممتازة، لا بد أن تُرسلي رسائل إيجابية على هذه الشاكلة وتجعليها ترسخ في دماغك وكيانك الوجداني.
هذا هو الذي تحتاجين إليه وليس أكثر من ذلك، ولا تخافي من المستقبل، المستقبل -إن شاء الله تعالى- باهر وسعيد لك، عيشي على الأمل والرجاء، أنت مقتدرة جدًّا -بإذنِ الله تعالى-، وهذه الطاقات التي تأتيك في شكل قلق ومخاوف ووساوس يمكن أن تحوّليها إلى طاقات إيجابية جدًّا.
حقّري فكرة الخوف، حقري فكرة الوسواس، عيشي الحياة بقوة، وهذا هو المطلوب منك، وركّزي على الحاضر، بعض الناس كثيرًا يخافون من المستقبل أو يتحسرون على الماضي وينسون الحاضر، وهذه إشكالية، نحن الآن ندعو الناس لأن يعيشوا حاضرهم، أن يكونوا واقعيين، وأن نتصور الأشياء الجميلة ونسعى للوصول إلى ما هو إيجابي، هذا هو المطلوب. لا تنقادي بمشاعرك السلبية، مشاعر القلق والخوف، بدّليها، أنت مقتدرة.
بالنسبة للعلاج الدوائي، الأنفرانيل نعم هو علاج جيد، لكنه من الأدوية القديمة، وبالفعل قد يكون له آثار جانبية كثيرة، لكنه عقار لا شك أنه جيد، وأنت الآن قد توقفت عن الأنفرانيل، أعتقد أنك تحتاجين لدواء بسيط جدًّا، دواء بديل، هو المودابكس/سيرترالين، وهو موجود في مصر، تناوليه لفترة قصيرة جدًّا، ابدئي بخمسة وعشرين مليجرامًا (نصف حبة) ليلاً لمدة أسبوع، ثم اجعليها حبة واحدة ليلاً لمدة شهر، ثم اجعليها نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
هذا هو الذي تحتاجين له وليس أكثر من ذلك، واحرصي على الصلاة، فرأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة، واحرصي على وردٍ قرآني يومي، حتى ولو صفحة واحدة، وحافظي على أذكار الصباح والمساء وأذكار وآداب النوم: (
277975)، وسلِي الله تعالى أن يربط على قلبك، ويُنزل عليك السكينة، هو ولي ذلك والقادر عليه.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.