الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معتز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت تعاني من درجة بسيطة من الخوف الاجتماعي، وعلاجك يتمثل في أن تقوم بفعل الضد – أي ما هو مخالف لما تدفعك نحوه المخاوف – وهذا يسمى بالتعريض مع منع الاستجابة السلبية، فمثلاً: تريد أن تذهب وتبارك لأحد أصدقائك زواجه، هنا تحضّر نفسك نفسيًا بصورة مخالفة جدًّا وتقول: (سوف أذهب وأبارك مثلما يُبارك الآخرون)، والذي سوف يحدث لك هو نوع من القلق والرهبة، لكن لن يحدث لك شيء آخر، أبدًا، لا تعرُّق، لا تلعثم، لن تسقط أرضًا، ولا أحد يلاحظ مشاعرك، المشاعر لا تُلاحظ من الآخرين، إنما تُحسُّ منك أنت.
وحاول أن تقضي أكبر وقتٍ مع صديقك هذا، لا تسلِّم عليه ثم تذهب، لا، التعريض مع الاستمرارية – كما يقول العلماء – هو الصورة التي يُفكك بها الخوف الاجتماعي، بعد ذلك سوف تحسُّ بارتياح كبير؛ لأنك قد أنجزت، وهذا هو المردود الإيجابي.
في المرة القادمة تذهب أيضًا وتقوم بأي مواجهة، حديث أمام مجموعة من الناس، تناول الطعام في أحد المطاعم الكبيرة، وسوف تمر بنفس المراحل، لكن تذكَّر عند الشروع في العملية الاجتماعية هذه، تذكَّر ما حدث لك حين قمت بالواجب حيال صديقك، الفرحة التي أتتك، القناعة الجميلة، الشعور بالاسترخاء، الشعور بالرضا...
إذًا في هذه المرة – أي في هذه النوع من التعريض/ التمرين الثاني – ضع في تفكيرك الاستجابة الإيجابية التي تحصلت عليها في نهاية التعريض، وهكذا، الأمر بسيط جدًّا.
هنالك نوع من التعريض والتعرض أثبتت الأبحاث أنه مفيد ومفيد جدًّا:
• الصلاة مع الجماعة من أفضل أنواع التعريض الإيجابي، يمكن أن تبدأ في الصفوف الخلفية، ثم تتدرج إلى الأمام حتى تصلي خلف الإمام. وتذكّر أنك ربما تحتاج أن تنوب عن الإمام في حالة حدوث عذرٍ ما للإمام، تذكّر هذا في خيالك، قد لا يحدث، أو من النادر أن يحدث؛ لكن لتُكثر وتقوّي درجة التعريض لديك.
• الرياضة الجماعية (أيضًا) وجدناها مفيدة جدًّا، كلعب كرة القدم مع الأصدقاء مرة أو مرتين في الأسبوع.
• الانضمام لأي نشاط ثقافي، أو اجتماعي داخل جامعتك، هذا سوف يفيدك كثيرًا.
• زيارة المرضى في المستشفيات، أجر وثواب وتواصل اجتماعي مفيد.
• صلة الرحم وزيارة الأقارب والتواصل مع الناس، فخير الناس أنفعهم للناس.
هذا كله نوع من العلاج المفيد جدًّا، وعليك أن تطبق تمارين الاسترخاء، سوف تفيدك كثيرًا، وموقعنا إسلام ويب لديه استشارة تحت رقم: (
2136015) أرجو أن تطلع عليها وتتبع ما بها من تمارين سلوكية واسترخائية وتطبقها.
بالنسبة للعلاج الدوائي: لا داع للإندرال ما دمت تعاني من الربو، يمكن أن تتناول دواءً بسيطًا ممتازًا مثل: (زولفت)، ولمدة قصيرة، وآثاره الجانبية قليلة جدًّا، ولن تتأثر بها؛ لأنك تحتاج لجرعة صغيرة ولمدة قصيرة، ابدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – ليلاً لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناوله.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.