التسويف والتأخير حجر عثرة في طريق التائبين

2014-11-22 23:35:10 | إسلام ويب

السؤال:
السادة القائمون على موقع إسلام ويب
تحية طيبة، وبعد:

لدي مشكلة كبيرة في موضوع التوبة، فأنا -ولله الحمد- لم ولن أقوم بعمل فاحش أبدًا، وأحمد ربنا على ذلك، ولكن مشكلتي في مشاهدة الأفلام الخليعة على الإنترنت، في كل مرة أحاول أن أتوب منها أجلس من 4أيام إلى أسبوع بدون مشاهدة الأفلام، ولكن يأتي علي وقت وأنا بحكم عملي على الأنترنت أقوم بفتح الأفلام والمواقع الخليعة، ولكن في نفسي أقول، وأتذكر حرمة هذا العمل، ومع ذلك أنسى نفسي وأشاهد الفلم، ولكن بعد ذلك أستغفر ربي وأعود إلى نفسي: لماذا أقوم بهذا العمل القذر؟ وأعلن توبة أخرى، وفي كل مرة أعود إلى نفس العمل.

أنا -الحمد لله- أصلي، ولا أقول إني ملتزم 100%، ولكن أحاول المحافظة على أداء الصلاة في وقتها، وأنا إنسان طيب وأحب فعل الخير، ولكن لا أستطيع التوبة.

هل التوبة النصوح متعلقة بتسديد حقوق الناس؟ حيث إن بعض الأشخاص لها بعض الحقوق عندي، ولكن أنا لا آكل على أي شخص حقه، ولكن الضيقة المالية في بعض الأوقات لا تسمح لي، فهل إذا سددت كل ما علي أستطيع التوبة النصوح؟

أرغب أن أتزوج؛ حتى أترك هذه الأفعال القذرة، ولكن لا أستطيع، إني أدعو الله أن يتوب علي توبة نصوحًا، ويرزقني بالزوجة الصالحة، وأريد أن أتوب توبة لا أرجع بعدها أبدًا.

أرجو أن تساعدوني، أحتاج إلى مساعدتكم، ادعو لي بالتوبة فوالله إني أريد أن أتوب.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Wesam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك –أيها الولد الحبيب– في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله بأسمائه وصفاته أن ييسر لك الزواج، وأن يكفيك بحلاله عن حرامه.

نحن نُجدد شكرنا بشأن شعورك بقُبح ما تفعله، وشعورك بضرورة التوبة، وهذا من توفيق الله تعالى لك، أن تشعر بأنك محتاج إلى أن تتوب من ذنوبك، وأنك مُقيم على معصية الله تعالى، فإن هذا الشعور مبدأ العمل، ومن ثم فإننا ننصحك بالمبادرة والمسارعة إلى التوبة، والتوبة أمرها سهل يسير إذا أنت عزمت على ذلك بجد وصدق، واستعنت بالله تعالى، فإن التوبة تعني الندم على فعل الذنب، والعزم على عدم الرجوع إليه في المستقبل، مع تركه في الحال.

التوبة قد تكون توبة عامة من جميع الذنوب والخطايا، وهذه هي التوبة النصوح، وقد تكون توبة من بعض الذنوب مع بقاء ذنوب أخرى، والمطلوب من الإنسان أن يتوب إلى الله تعالى التوبة النصوح من جميع ذنوبه وخطاياه، ولكن لو أنه تاب من بعض ذنوبه لكان خيرًا له من أن يبقى مُصرًّا على فعلها جميعًا.

لذلك فنحن ننصحك بمجاهدة نفسك والمبادرة إلى التوبة من الذنوب كلها، فإن غلبتك نفسك وهواك فسارع في التوبة من بعض ذنوبك، واعزم على أن تتوب من الباقي.

أنت حال إصرارك على بعض الذنوب لا تزال عاصيًا لله تعالى، مُقصِّرًا فيما يجب عليك، ولكن هذا خير من أن تبقى مُصرًّا عليها جميعًا.

ما ذكرته – أيهَا الحبيب – من حقوق الناس، فالتوبة أن تتخلص من هذه الحقوق بردها إذا كانت حقوقًا مادية بقدر استطاعتك، وتعزم على أدائها إن كنت عاجزًا عنها، وإن أمكنك أن تتحلل من أصحابها بأن تطلب منهم العفو والمسامحة، فإن هم سامحوك سقطت عنك تلك الحقوق.

اعلم أن الذنوب من أعظم أسباب الحرمان، كما قال النبي الكريم –صلى الله عليه وسلم–: (وإن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يُصيبه).

بادر بإصلاح حالك مع الله، وأكثر من دعائه بأن يُعفَّك بحلاله عن الحرام، وستجد ربَّك مُعينًا لك، فقد وعد سبحانه وتعالى بذلك، فقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثة حقٌ على الله عونهم) ومنهم (الناكح يريد العفاف). فإذا علم الله عز وجل منك الجِدَّ في طلب العفاف والبُعد عن الحرام، وأخذت بالأسباب؛ فإنه سيتولى عونك.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يأخذ بيدك إلى كل خير.

www.islamweb.net