الوسواس دمر حياتي وأصابني بالقلق والتوتر.. مدوا لي يد العون
2014-11-03 05:21:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 19 سنة، ووزني 43 كيلو جرام -للأسف نحيف جدًا- وطولي 170سم، أنا مصاب بالوسواس القهري منذ 5 سنوات، دمر لي حياتي، لم أعد أستمتع بالحياة، ودائمًا ما أكون قلقًا ومتوترًا وعصبياً على أتفه الأمور، أنا عندي وسواس قهري في جميع الأمور تقريبًا في الطهارة والعبادة.
أما من ناحية الطهارة مثلا: عندما أذهب لقضاء الحاجة أغسل مكان النجاسة بالماء جيدًا وأنتهي، وعندها أشعر بأن شيئًا ما من النجاسة خرج مع أنه لم يخرج شيء مطلقًا، ومن ناحية العبادة مثلا: فعندما أتوضأ وأنوي بقلبي عندها أشعر بأنني لم أقلها، وعندها أضل أكررها، ومن النواحي الأخرى: عندما أدخل الغرفة للنوم وأقفل الباب أشعر بأنه لم يقفل، وأرجع وأتأكد منه مرات كثيرة، وعندما أطفئ ضوء الغرفة أرجع وأضيئه وأطفئه، وأضل أكررها مرات كثيرة، وكذلك عند فتح حنفية المياه وإغلاقها أرجع وأتأكد منها مرات كثيرة، بل أضل ضاغطًا عليها لأتأكد أنها قد قفلت، وكثيرًا من هذه الأمور تحصل معي.
الآن نويت أن آخذ علاجًا دوائيًا + علاجًا سلوكيًا مع بعض، أريد أن آخذ بروزاك لأني سمعت أنه دواء ممتاز وفعال، أريد منكم -حفظكم الله- أن تضعوا لي برنامجا لأخذ الجرعات من بداية العلاج لآخره، لأني لا أعلم ما هي الجرعة المناسبة؟
وعندي ملاحظة صغيرة، وهي: أني آخذ هرمون الذكورة (التستوستيرون) في حقن 250مل كل شهر؛ لأنه يوجد عندي نقص في هرمون التستوستيرون، فهل البروزاك يؤثر على هذا الهرمون الذي آخذه أم لا؟
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا تنزعج فالوساوس القهرية أصبحت الآن في متناول العلاج والمعالجين نسأل الله تعالى أن يزيلها عنك، وأنصحك ألا تناقش الوسواس أبداً، بل حقره واستخف به، ويجب أن تقاومه ولا تطبقه أبداً، نعم سوف تجد صعوبة في ذلك؛ لأن الوساوس ملحة، لكن بالإصرار والعزيمة والإكثار من الاستغفار تستطيع -إن شاء الله تعالى- أن تحسم أمر هذه الوساوس، خاصة الوساوس المتعلقة بالعبادات والطهارة.
بالنسبة لموضوع الاستنجاء يجب أن تحدد كمية الماء، لا تستنجي من ماء الصنوبر أبداً، والوضوء كذلك حدد كمية الماء، ضعها في إناء، طبق ذلك بقوة واقتدار، وسوف تجد أن أمورك قد تحسنت كثيراً، اصرف انتباهك عن الوسواس من خلال اجتهادك في دراستك، توزيع وقتك بصورة فعالة، مارس الرياضة وتمارين الاسترخاء، تواصل اجتماعياً.
أمامك أشياء طيبة وجميلة وكثيرة جداً في الحياة يمكن أن تقوم بها بشرط أن تضع تحقير الوساوس وعدم اتباعها هدفاً أساسياً بالنسبة لك.
بالنسبة للعلاج الدوائي -أيها الفاضل الكريم- نعم الأدوية تفيد وهي ممتازة جداً، لكن البروزاك قد لا يكون الدواء الأفضل في حالتك، بالرغم من أنه دواء متميز في علاج الوساوس، وذلك للسبب الوحيد؛ لأن البروزاك ذاته قد يؤدي إلى نقصان في الوزن في بعض الأحيان، وأنت مسبقاً وزنك 43 كيلو جراما، أعتقد أنه يجب أن تجري فحوصات طبية عامة قبل أن تبدأ في تناول أي دواء، وبالنسبة للتستوستيرون تناوله بالجرعة والكمية التي ينصحك بها الطبيب، ولا تتعدى هذه الجرعات أبداً.
الدواء الذي سوف يكون مناسبًا جداً بالنسبة لك هو عقار باروكستين، والذي يعرف باسم زيروكسات سيكون هو الأفضل؛ لأنه يفتح الشهية للطعام، يزيد الوزن، يعالج الوساوس، ويعالج المخاوف، حين تذهب إلى الطبيب من أجل إجراء الفحوصات العامة قطعاً حين تتحدث معه سوف يصف لك هذا الدواء، والجرعة هي بسيطة في حالتك، أن تبدأ بنصف حبة أي 10 مليجرام تتناولها يومياً لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.