هل من الممكن أن يحدث حمل طبيعي بعد الإجهاض؟
2014-11-03 23:17:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أبلغ من العمر 31 سنة، متزوجة منذ 10 شهور، في الشهر الثالث ذهبت للطبيبة للاطمئنان، واكتشفت وجود كيس دموي على المبيض الأيسر، حجمه 4 سم، ونصحتني باستخدام حبوب منع الحمل، فأخذتها لمدة شهر واحد، وأصبح حجم الكيس 1 سم، ثم توقفت عنها، وأخذت سيدوفاج 500 لمدة شهر أيضا، وفي الشهر السابع من الزواج؛ ذهبت لطبيب آخر، وقال لي: لا يوجد كيس، وبدأ معي بالكلوميد، وإبر التفجير، وفعلا حدث الحمل في الشهر الثامن من الزواج، وبعد مرور 3 أسابيع بدأ الجنين يجهض، والطبيب أخبرني أنه إجهاض، وأخذت حبوبا لكي أجهض ما تبقى من الجنين، وبعد مرور 10 أيام من الإجهاض؛ فوجئت بنزيف حاد، ووجع حاد في المعدة، واكتشفت بأنه حمل خارج الرحم.
ذهبت للمستشفى، وكنت تحت الرعاية لمدة 18 يوما، وكان حجم الجنين 277 غراما، وفي التحليل الرقمي بدأ في التناقص لحد 14، ثم توقف، فقرر الأطباء أن آخذ حقنة ميزوتاك، وأخذتها، وفعلا نزل الجنين لرقم 10 بالتحليل.
هل من الممكن أن يحدث حمل طبيعي؟ أعلم أنه بإرادة الله، وأنا راضية بكل ما كتبه الله لي، ولكن خوفي الأكبر أن يحدث انسداد في الأنبوبة اليسرى، أو أن الكيس الذي أعاني منه هو السبب؟ لأنني أشك بأن هذا الكيس هو بطانة الرحم المهاجرة، وأرجو التأكيد هل فعلا كيس بالحجم هذا يكون بطانة رحم مهاجرة؟ وممكن يكون السبب في الحمل خارج الرحم؟ وهل فعلا يلزمني عمل إشاعة بالصبغة بعد مرور شهرين على الأقل؟
لقد عانيت كثيرا من كلام الأطباء، وأرجو النصيحة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ bosy حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
الحمد لله على سلامتك، ونسأله عز وجل أن يعوضك بكل خير، وأن يجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة.
نعم –يا عزيزتي- من الممكن أن يحدث الحمل بشكل طبيعي عندك، فهذا وارد جدا -بإذن الله تعالى-، لكن يجب التأكد أولا من التشخيص، هل هذا الكيس هو فعلا بطانة رحم هاجرة أم لا؟ فعلاج الحالة يعتمد على التشخيص الصحيح.
لذلك فالخطورة القادمة عندك هي بأن يتم عمل تنظير للحوض من أجل رؤية أعضاء الحوض بالعين المجردة، ورؤية هل هنالك بقع لمرض بطانة الرحم الهاجرة أم لا؟ فهذا المرض قد يتواجد بأشكال عدة، وليس فقط بشكل كيس دموي، وأحيانا يمكن من منظر جوف الحوض أومن منظر بقع المرض في داخل الحوض القول بأن الحالة هي بطانة الرحم الهاجرة، لكن التشخيص النهائي والمؤكد للحالة لا يتم إلا بعد فحص عينة من هذه البقع، أو من الكيس الدموي في المختبر النسجي، وفحصها تحت المجهر.
لذلك يجب عمل التنظير للحوض، فإن كان الكيس ما يزال موجودا؛ فيمكن استئصاله وإرساله للفحص النسجي، وإن لم يكن موجودا، وتمت رؤية بقع بنية أو حمراء أو حتى بيضاء فيجب كيها، بعد أخذ عينات من بعضها لفحصها، وخلال التنظير يمكن أيضا عمل فحص لنفاذية الأنابيب، والتأكد من أنها سالكة -بإذن الله تعالى-.
إن المشكلة في بطانة الرحم المهاجرة هي: أن هذا المرض قد يمنع الحمل بطرق مختلفة، حتى لو كان التبويض يحدث بانتظام عند السيدة، فمثلا قد يتسبب المرض في تسرب مواد ضارة قد تؤثر على بطانة الأنابيب، أو قد تؤثر على حركة البويضة والحيوانات المنوية.
وبما أن التلقيح وتشكل العلقة يتم في الأنابيب؛ فإن تأثر وظيفة الأنابيب سيجعلها غير قادرة على دفع العلقة إلى جوف الرحم، وهذا قد يكون سببا في حدوث الحمل خارج الرحم، لكن هذا لا يعني بأن كل حمل يحدث سيكون حملا خارج الرحم، كما لا يعني بأن كل من لديها بطانة رحم هاجرة ستعاني حتما من حمل خارج الرحم، لكن يعني بأن نسبة حدوث الحمل خارج الرحم عند من لديها بطانة رحم هاجرة، ستكون أعلى من النسبة الطبيعية، والمشكلة هي أنه لا يوجد لغاية الآن طريقة تمكننا مسبقا من معرفة من ستصاب بالحمل خارج الرحم.
إذاً أكرر لك نصيحتي:
بأن يتم عمل تنظير للحوض أولا من أجل وضع تشخيص نهائي ومؤكد للحالة عندك، ثم بعد ذلك يمكن وضع خطة علاجية مناسبة -بإذن الله تعالى-.
نسأله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما، وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.
وبالله التوفيق.