كيف أحسن اختيار زوجتي وشريكة حياتي؟

2014-11-02 04:41:36 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

سمعت أحد الأطباء النفسيين يقول: إن الإنسان يجب أن يتكامل مع زوجته، فالرجل الجدي يجب أن يتزوج امرأة مرحة، والرجل الذي هو كبير إخوته ويكون عادة ذا شخصية قيادية ينبغي أن يتزوج امرأة صغيرة بالنسبة لإخوتها تعودت أن تقاد وتطيع ولا تتمرد، والعكس بالعكس.

هل هذا الكلام صحيح؟ أخشى أن لو تزوجت امرأة ذات طباع تختلف عن طباعي لن تتقبلني، ولن أتحملها، فما رأيكم؟

كيف أعرف أن هذه المرأة عنيدة لا تتقبل التغيير، وهذه المرأة طائعة؟ وإلى أي مدى أستطيع التأثير على زوجتي المستقبلية لأغير من طباعها وعاداتها أو أصلح بعض تصرفاتها؟

يقولون: يجب دراسة طباع المرأة وحياتها وعاداتها تماما قبل خطبتها، لاختيار شريكة الحياة، ولا ينبغي التقدم خطوة للأمام دون دراسة عميقة.

كيف أستطيع ذلك والناس تكذب ولا تصدقك القول أبدا، إلا من رحب الله، فتمدح المرأة لتجعلها ملاكة، والفتاة تخفي عيوبها عن خطيبها، فكيف تعرف صفاتها؟

لو عرضت علي امرأة لنقل مقبولة الأخلاق والجمال، وعندي ملاحظات قليلة على شكلها والتزامها، فهل أتوقف وألغي التفكير بها أم أستمر وأتقدم لها؟ أنا متخوف من قضية الاختيار، وشخصيتي وسواسية.

انصحوني، وفقكم الله.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابننا الكريم، في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونؤكد لك أن التلاقي بالأرواح وليس بمجرد الأشكال، ونسأل الله أن يرزقك صاحبة دين وجمال، ونبشرك بأن الطيبات للطبين، وهذا من كلام ربنا الكبير المتعال، وأملنا في الله أن يقدر لك الخير، ويصلح الأحوال.

النساء شقائق الرجال، والمرأة بحاجة إلى الرجل، يسكن إليها، (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن)، والتشارك في الاهتمامات والهوايات يقرب المسافات، وما ذكره النسوة صحيح، وليس صعبا معرفة الصفات، والإنسان ابن بيئته وبيته، والنساء يلدن أشباه أخواتهن وأخوالهن.

عندما شرعت الشريعة الخطبة لتتيح فرصة الرؤية والأخذ والعطاء، وسمحت لكل طرف أن يسأل عن شريكه، ووجهت من يستشار، ويسأل أن يصدق، والأهم من هذا ما ذكره الشاعر عندما قال: دلائل الخير لا تخفى علي * كحامل المسك لا يخلوا من العبق.

أرجو أن لا تنزعج مما قرأت وسمعت، وركز على دين المرأة، واعلم أن الدين يصلح كل خلل ويجبر كل كسر؟ وليس من الصواب الإصرار على تغيير الشريك وبرمجته كما نريد، وإنما المطلوب هو التأقلم، وتقديم بعض التنازلات ليكون الملتقى في منتصف الطريق.

قال الأصمعي: الناس بخير ما تباينوا * فإذا تساووا هلكوا.

أرجو أن تعلم أن الأمر أسهل مما تتصور، والمرأة العاقلة مواتية، وأنت من يحدد معالم الطريق، والمرأة ستكون أطوع لك من بنانك إذا وفرت لها الحب والأمن، واعلم أنه لا يمكن أن تجد امرأة بلا عيوب، كما أننا معشر الرجال لا نخلوا من النقائص.

من هنا فنحن نوصيك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

والله الموفق.

www.islamweb.net