ما سبب كثرة ارتفاع الحرارة عند الرُّضع، وهل كثرة استخدام المضادات يضعف المناعة لديهم؟
2014-10-29 03:40:42 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
عندي طفلة عمرها سنة ونصف، منذ أن بلغت شهرها العاشر وهي مريضة، كل 10-14 يوما أذهب بها للمستشفى بسبب حرارتها المرتفعة التي لا تنخفض إلا بالمضاد، وحاولت في البيت أن أجرب تركها بدون مضاد، لكن بسبب حرارتها التي لا أستطيع السيطرة عليها أذهب بها للمستشفى، هي تمشي –والحمد لله- وظهرت لها القواطع الأمامية، ما الحل؟ هل أعمل لها فحوصات لأطمئن عليها؟ وما نوعها؟ وهل هناك سبيل لزيادة مناعتها؟ وهل كثرة استخدام المضادات يضعف المناعة لديها؟
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم البراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأطفال عامة في تلك العمر يصابون بنزلات البرد، والتهابات الجهاز التنفسي العلوي بمعدلات أعلى من الكبار؛ وذلك لأن جهازهم المناعي أضعف، ومع الوقت ومع تعرض الطفل لعدة ميكروبات يتعرف الجهاز المناعي عليها، ويُكوِّن ضدها أجسام مناعية مضادة تقضي على تلك الميكروبات (ليس كلها بالطبع، لأن بعضها يُغيِّر من صفاته الوراثية مثل فيروسات الإنفلونزا، وبالتالي يصبح التعرض له وكأنه فيروس جديد)، كما أن لتلك الأجسام المضادة عمرا قد يحمي لبعض الوقت، ولكن ليس لكل الوقت.
للحفاظ على جهاز المناعة في أفضل حالاته؛ يجب أن تكون تغذية الطفل متوازنة وجيدة، يحصل من خلالها على كل العناصر الغذائية التي يحتاجها، هذا بالإضافة إلى اتباع تعليمات الصحة العامة بالوقاية من الأمراض المعدية وخاصة التنفسية، بغسيل الأيدي، وتجنب الأماكن المغلقة والمزدحمة في وجود من يعانون من نزلات برد أو ما شابه، والتهوية الجيدة للمنزل، وغيرها من النصائح العامة للوقاية من الأمراض، وأيضاً الحرص على إعطاء التطعيمات المقررة للأطفال لإكسابهم المناعة ضد تلك الأمراض.
والفحوصات المنصوح بإجرائها هي صورة دم كاملة، وفحص روتيني للطفل من قبل متخصص لاستبعاد وجود أي مشكلة يعاني منها الطفل.
المضادات الحيوية لا تستخدم إلا في حالة شك الطبيب في عدوى بكتيرية، وأغلب نزلات البرد تسببها فيروسات، ولا تحتاج لمضادات حيوية، فقط راحة وسوائل وخوافض حرارة، أو أدوية للرشح و السعال حسب الأعراض التي يعاني منها الطفل، واستخدام المضادات الحيوية بكثرة لا يضعف المناعة، ولكن يؤثر بالسلب على كفاءة تلك المضادات مع الوقت في إعطاء التأثير المطلوب، وهذا ليس على مستوى الطفل ولكن على مستوى المجتمع، لذا يجب أن يتبع الأطباء سياسة طبية في استخدام المضادات الحيوية، وعدم وصفها في حالة عدم الحاجة إليها، واختيار النوع الأنسب تبعا للحالة.
نتمنى لطفلك الصحة والخير، والله الموفق.