أطالب ببيت مستقل، ووضع زوجي المادي لا يسمح بذلك، فماذا أفعل؟ أشيروا علي.
2014-10-30 01:19:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
لقد تم عقد قراني، وأنا في حيرة من أمر زوجي، فقد رجع وفتح موضوع البيت، رغم أننا اتفقنا، وقال لي: لا أقدر على فتح بيت ومصاريف حالياً، وسنسكن في بيت أهلي لفترة.
أنا لا أريد أن أسكن مع أهله، خاصة أن والدته صعبة المراس، وأنا في بيت أهلي أعيش أغلب الأوقات في مشاكل، ولا أريد لتلك المشاكل أن تتكرر في بيت أهل زوجي، وأريد الاستقلالية، وقد قلت له: سأصبر حتى يتحسن وضعك المادي، وتستطيع أن تفتح بيتاً مستقلاً، وهو مصر على رأيه، فماذا أفعل؟ والأمر الآخر أن زوجي كلما زعل فإنه يبكي، هل هذا فعل طبيعي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خولة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يجمع بينكم في أسرع وقت على الحلال، وإذا كنت مرتاحة مع زوجك فشجعيه على الإكمال، ولا تعلني رفضك السكن مع أهله تجنباً للإشكال، وثقي بأنك لن تجدي زوجاً ليس فيه ولا حوله نقصاً أو ضعف حال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويوفقك، إنه الكبير المتعال.
وأرجو أن تعلمي أن تعاملك معهم هو الذي سيحدد الطريقة التي ستعاملك بها والدته، ونحن نتمنى أن تعامليها كالأم، وهي فعلاً أم، وتصبري عليها وتحمّلي منها من أجل زوجك، وبهذا سوف تكسبين الجولة، ويتكون الانطباع الجيد عنك، وسوف يحملونك في حدقات أعينهم، وهذه الوصفة مجربة، فإن من قابل الإساءة بالإحسان والقطيعة بالوصال والجهل بالعفو والحلم؛ سوف يربح في الدنيا والآخرة، ونحن ننتظر من الفاضلات مثلك أن يشجعن أزواجهن على القيام بواجباتهم تجاه والديهم والأهل، وثقي بأنه لا خير في من لا خير فيه لوالديه.
ولا شك أن البيت المنفصل الذي تجد فيه المرأة راحتها الكاملة مطلوب، ولكننا بحاجة إلى أن ننظر في كافة الجوانب، ومن حقنا أن نسأل، هل هو يستطيع أن يفتح بيتاً منفصلاً؟ هل والديه وأسرته بحاجة إلى وجوده معهم؟ هل طبيعة عمله وظروفه الحياتية تسمح له؟
ونحن في الحقيقة لا نريد أن يأتي طلب البعد والانفصال عن أهل الزوج من المرأة؛ لأنه يفهم من الطلب أنها لا تحبهم، وأنها تتكبر عليهم، وأنها تريد عزل ابنهم عنهم، والشيطان يوصل هذه الرسائل المغلوطة ليشعل نيران العداوة والبغضاء.
ولا أظن أن دموع الرجل إلا تعبيراً عن رقته وشوقه، وربما كان البكاء دليل على الصعوبات التي تواجهه، فهو بين أهله وزوجته، وننتظر من الزوجة المؤازرة والتأييد والتخفيف، كلنا أمل في أن تتجاوزي هذه التعقيدات التي تواجه معظم البنات في بداية المشوار.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله أن يوفقك، ونتمنى أن تتفاءلي بالخير وستجدينه، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.