عاودني الرهاب من جديد وبشدة، لدرجة الخوف من الخروج من البيت!
2014-10-28 00:02:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أشكركم أولًا على الموقع الأكثر من رائع، وبارك الله في القائمين عليه، وجزاهم الله خيرًا.
أنا شاب، أبلغ من العمر31 سنة، أعزب، كنت أعاني من وساوس قهرية منذ 7 سنين، ثم ذهبت عني -بفضل الله- بعد الرقية وتصفح مواقع الاستشارات النفسية.
الآن عادت إليّ وبشدة، لدرجة جعلتني أشعر بخوفٍ من كل شيء، ولا أستطيع ممارسة حياتي اليومية والاستمتاع بها، أعاني كثيرًا، ينتابني خوف إذا ذهبت بسيارتي وحيدًا، وأود العودة إلى المنزل حالًا.
منذ شهرين لم أخرج من المنزل، وللعلم إذا ذهبت إلى الصلاة يوم الجمعة، تأتيني غازات بالبطن وتجشؤ كثير لدرجة تتعبني كثيرًا، وصرت أخاف من كل شيء ويأيتني خمول شديد وكسل، ولا أستطيع عمل أي شيء، وأشعر بتعب شديد بالقلب، واضطرابات سريعة أحيانًا.
عملت فحوصات وتحليلا للقلب، -والحمد لله- كانت النتائج سليمة، لكني أشعر بتعب، ونومي متقطع، وأنا مدخن، ولا أستطيع أن أمشي إلا وبيدي ماء أو أي شراب، رغم أنني لا أحتاجه، ولكنْ بسبب القلق، إذا تركته، سوف يحدث لي شيء، للعلم لديّ سكري، وآخذ حبوبًا للسكر.
أرجوكم، ساعدوني، وجزاكم الله خيرًا وسعادة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو جراح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت لديك مخاوف وسواسية، وعلى وجه الخصوص يوجد نوع من الوسواس يُسمى رهاب الساحة، من الواضح أنك تعاني منه، وهو نوع من المخاوف التي يحس بها الإنسان إذا خرج بعيدًا عن أمان المنزل، أو لم تكن معه رفقة يطمأن إليها.
الأعراض الجسدية المتعلقة بالقولون والمعدة وكذلك تسارع ضربات القلب كلها ناتجة من حالة القلق الذي هو جزء من المخاوف الوسواسية.
أرجو أن تطمئن –أيهَا الأخ الكريم–؛ ففحوصاتك كلها سليمة، وحالتك حالة من الحالات النفسية الشائعة جدًّا، وعلاجها يكون من خلال: أن تتجنب الفكر السلبي، وتفكر إيجابيًا حول حياتك، وكيف تعيش حياة طيبة وهادئة، الإيجابيات الموجودة عندك كثيرة، ولا شك في ذلك، فحاول أن تعزّزها، أن تنظم وقتك، أن تكون لك علاقات اجتماعية نافعة وفاعلة وراشدة.
بالنسبة لأسرتك: أود أن تسعى سعيًا حثيثًا لأن تكون إضافة إيجابية للأسرة، تهتم بشؤونها، تطرح أفكارًا جديدة، تُثابر.
أخِي الكريم، التواصل الاجتماعي من أهم الوسائل التي تعالج مثل هذا الخوف، فاحرص عليه. زيارة الأصدقاء، الجيران، الأرحام، زيارة المرضى في المستشفيات، المشي مع الجنائز، مشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم، هذه كلها فيها خير كثير بالنسبة لك. صلاة الجماعة أيضًا من الأشياء التي ننصح بها؛ لأنها ذات فائدة عظيمة، وذلك بجانب الأجر المكتوب -بإذنِ الله تعالى-.
التدخين لا بد أن تتوقف عنه، ضرره كثير جدًّا، وأنت تُدرك ذلك. الرياضة هي بديل ممتاز عن كل شيء، بديل عن التدخين، بديل عن القلق، بديل عن التوتر، محسّنة للمزاج، محسّنة للنوم، وأنت ما دمت تعاني من مرض السكري، فأنت أكثر حاجة من غيرك لأن تكون لديك برامج رياضية منتظمة، فاحرص على ذلك.
أخي الكريم: رهاب الساحة يعالج من خلال الإصرار على أن تخرج لوحدك من البيت، أن تذهب إلى المحلات التجارية الكبيرة المزدحمة، كما ذكرت لك، أنشطتك الاجتماعية يجب أن تكون متعددة جدًّا.
العلاج الدوائي أيضًا له دور كبير في حياتك، سوف يساعدك كثيرًا، يمكن أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي إن كان ذلك ممكنًا، وإن لم يكن ممكنًا هنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (زولفت)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين)، ويسمى تجاريًا أيضًا (لسترال)، نعتبره من أفضل الأدوية لعلاج مثل هذه الحالة، ابدأ في تناوله بجرعة نصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجرامًا–، تناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة –أي خمسين مليجرامًا–، استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين ليلاً –أي مائة مليجرام–، وهذه هي الجرعة الوسطية التي نراها مناسبة لك من هذا الدواء السليم وغير الإدماني.
استمر على جرعة المئة مليجرام يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ.
هذا الدواء من أفضل أنواع الأدوية، وكما ذكرت لك أنه سليم، من آثاره الجانبية أنه يفتح الشهية قليلاً نحو الطعام، فكن حذرًا في هذا السياق، وفي ذات الوقت قد يؤخر القذف المنوي قليلاً عند المعاشرة الزوجية، لكنه قطعًا لا يؤثر سلبًا على هرمونات الذكورة.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.