كيف أتقبل جمال خطيبتي رغم أن فيها كل المواصفات الطيبة؟
2014-10-24 03:43:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
كنت قد خطبت إحدى قريباتي، وكانت فتاة جميلة جدا، ولكن بعد فترة من الخطوبة لم أر أنها مناسبة لي من حيث التفكير أو المستوى التعليمي أو...الخ، ولم أرَ ما كنت أتمناه في رفيقة حياتي إلا الجمال فقط، ففسخت الخطبة.
عرض علي أحد أقربائي فتاة فذهبت لرؤيتها فوجدتها ذات حسب ونسب وأصل، وذات دين وعلم وخلق، وذات عقل، وكما يقال أيضا ذات حلاوة روح، ولله الحمد، ولكنها ليست جميلة، وفي نفس الوقت ليست قبيحة.
كلما أتذكر هذه الصفات أجد نفسي لا أستحقها فتمت الخطبة، ووجدت منها كل ما تمنيته في رفيقة حياتي إلا الجمال.
أعرف أن الجمال درجات، ولا يمكن أن أستغني عنها لأنني أجد كل المواصفات التي يتمناها أي شاب بها.
طبيعتي البشرية تتغلب علي، فعندما أتذكر موضوع الجمال أجد نفسي متضايقا.
أرجو النصيحة، وكيف أتقبل جمالها؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ابننا الفاضل في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يطيل في طاعته الآجال، وأن يرزقك بنت الحلال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.
صدق من قال:
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا * وما أقبح الكفر والإفلاس بالرجل.
لما أراد الإمام أحمد أن يتزوج أرسل إحدى قريباته فنظرت وبحثت ثم قالت للإمام: وجدت لك فتاتين، الأولى بارعة في جمالها متوسطة في دينها، والثانية متينة الدين متوسطة الجمال، فقال رحمه الله: أريد صاحبة الدين -وأفلح والله، فتلك وصية رسولنا الأمين، فعاش معها ثلاثين سنة، وقال يوم وفاتها -والله ما اختلفنا في كلمة.
أرجو أن تعلم أن جمال الجسد عمره محدود، ولكن جمال الدين والروح بلا حدود، ولا شك أن الفتاة الثانية تملك مؤهلات عالية، وأيضا ذات حلاوة، فلا تقارنها بمن تركت، وتعوذ بالله من شيطان يزين للإنسان ما هو بعيد عنه، ويقبح له الحلال وجميل الخصال.
إذا كنت قد وجدت فيها كل ما تمنيته فأوقف الوساوس، وتعوذ بالله من الشيطان، وخالفه فإن الفلاح في مخالفته فهو عدو كما أخبرنا ربنا سبحانه، (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا).
نتمنى أن تكمل المشوار، وتذكر ما في خطيبتك الثانية من كمالات، واحمد الله على ذلك، وتجنب العبث ببنات الناس، واعلم أن الواحد منا لا يرضى مثل هذه المواقف مع أخواته أو قريبته، فكيف نرضاه لبنات الناس؟!
نسعد بتواصلك مع موقعك، ونتمنى أن تظفر بذات الدين، وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.