هل ينفع السبرالكس لعلاج حالة خوف ووسواس شديدة من الموت؟
2014-10-22 02:04:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرًا على جهودكم، وأنا متابعة لموقعكم فجزاكم الله كل خير.
أنا بنت عمري 20 سنة، لدي حالة خوف ووسواس من الموت شديدة، قبل شهر بدأت معي حالة هلع وخوف، وعملت تحليلا وكان سليما، فقط نقص فيتامين (د) ووصل 6، وصرف لي الطبيب علاجا هو سبرالكس، أخذت نصف حبة ونمت، وصحوت بحالة هلع شديد جداً وخوف من الموت، وكنت أبكي ومن بعدها تركت العلاج، ووصف لي دوجماتيل 50 حبتين في اليوم.
وعملت تحليلا للمعدة وتخطيطا، وظهر معي قولون عصبي، والتهاب في المعدة، حالة الهلع تحدث لي كثيرا لدرجة أني أذهب للمستشفى، وآخذ تخطيطا للقلب ويراقبون التنفس، وأكون في حالة رعب وخوف ولا أستطيع أخذ نفس وكأن روحي تخرج مني، وأقوم من النوم بحالة خوف وضيق، التنفس يزعجني وأشعر كأن أحدا يخنقني، وعندي وسواس مزعج بأن قلبي سيتوقف، وسواس الموت معي منذ شهرين.
ما رأيك بحالتي؟ وهل علاج سبرالكس 10gm هو سبب الحالة؟ وما رأيك بالعلاج؟ فالدكتور الذي صرفه لي طبيب باطني وقلب.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روزالينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالفعل الذي حدث لك هي حالة هلع، والهلع كثيرًا ما ينتج عنه الخوف وكذلك الوسوسة، فإذًا باختصار حالتك هي نوع من قلق المخاوف الوسواسي، والأعراض الجسدية المصاحبة خاصة أعراض القولون العصبي هي من الإفرازات الجسدية التي نشاهدها كثيرًا مع حالات القلق والخوف.
حالتك -إن شاء الله تعالى- بسيطة، وبالنسبة للعلاج الدوائي: السبرالكس دواء جيد جدًّا.
الزيادة التي حدثت لك في الأعراض مع بداية تناول السبرالكس هذه تحدث لحوالي 10% من الناس، والذي يحدث هو أن السبرالكس يؤثر على مادة في الدماغ تعرف باسم (سيروتونين)، وربما يحدث فيها إفراز كبير لدى بعض الناس مما يؤدي إلى نوع من القلق الظرفي العابر، يعني أن هذا القلق سوف يختفي بعد يومين أو ثلاثة.
الذي أراه أن تبدئي في تناول السبرالكس مرة أخرى لكن بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة –، تناولي السبرالكس على هذه الشاكلة لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى عشرة مليجرام، والتي يجب أن تستمري عليها لمدة شهرين على الأقل، ثم اجعليها عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم خفضي الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم خمسةَ مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم خمسةَ مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء. هذه هي الطريقة المثلى لعلاج مثل حالتك.
بالنسبة للدوجماتيل: نعم هو دواء ممتاز جدًّا لعلاج الأعراض الجسدية المصاحبة للقلق، خاصة نوبات الفزع، والقولون العصبي، لكن يُعاب عليه أنه بالنسبة للنساء قد يؤدي إلى زيادة في هرمون الحليب الذي يعرف باسم (برولاكتين)، وهذا قد يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، فأعتقد أنه من الأفضل أن تتناوليه بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين فقط، ثم توقفي عن تناوله، واستمري على السبرالكس بذات الكيفية التي ذكرتها لك.
من الناحية السلوكية المعرفية: لا بد أن تحقري أفكار الخوف والوساوس، وتعيشي حياتك بصورة طبيعية جدًّا، ولا تتركي مجالاً للفراغ؛ لأن الفراغ يجعل الوساوس والمخاوف تستشري عند الإنسان.
بالنسبة لنقص فيتامين (د)، أرجو أن تتناولي الدواء التعويضي؛ لأن فيتامين (د) أيضًا له علاقة بصحة الإنسان النفسية، وحين يكون مستواه حسب ما هو مطلوب هذا يؤدي إلى تحسُّنٍ في مزاج الإنسان، ويقلل من القلق.
ومارسي أيضًا أي تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة، وتمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس المتدرج نعتبرها مهمة ومطلوبة ومفيدة في مثل حالتك.
أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.