كرهت أمي وحياتي؛ بسبب تمييز أمي لأخواتي
2014-10-20 01:28:03 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أشكر جهودكم الطيبة في هذا الموقع، جعله الله لكم فرجًا من أهوال يوم القيامة، وطريقًا إلى جنات النعيم.
مشكلتي بدأت منذ سنوات ليست طويلة، وهي معاناتي مع أمي، وتفريقها وتمييزها لأخواتي من دوني، لدي أختان، واحدة تكبرني بعام، والثانية أصغر مني بثلاثة أعوام.
أنا وإن كنت على قدر لا بأس به من الجاذبية، إلا أن الله حبا أخواتي بلون فاتح، وأنا السمراء بينهن، ومشكلتي تبدأ من هنا، عندما كنت صغيرة، كنت أشعر ببعض التفرقة، والتعامل غير العادل، إلا أن الأمر لم يكن يؤرقني مثل الآن.
قد كنت بقلب صافي، ولم أكن أحسب لهذا الشيء، وبعد أن كبرنا وأصبحنا في سن الزواج، صرت أشعر بمرارة تصرفاتها معي، حتى صرت أكرهها، وأكره تعاملها السيئ معي، الذي جعل أخواتي يتعاملن معي بغرور، واستحقار لشكلي ولوني الأسمر، حتى أصبحت أختي الصغيرة تقول: (أنظري إلى وجهك في المرآة، فقدمي أجمل منها).
في الزيارات العائلية، إن كان هناك حديث حول عريس أو زواج، لا تنفك أمي تمدح جمال أخواتي أمامي وأمام الجميع.
تعقد أمي الآمال الكبيرة عليهن، وكأنهن إنجاز لها، ولا تعيرني شيئاً من الثناء أو المديح، حتى أن صاحبة البيت الذي نزوره، تشفق عليّ، وتبادر بالحديث عني ومدحي.
إذا دعت الحاجة للخروج للبقالة، تطلب مني أمي أنا وحدي دون أخواتي، وحين أجادلها، تقول: أنها تخاف عليهن من الناس، وأنا!
وإن كان هناك عمل شاق تبادر أمي بطلبه مني، وكأن رقة أخواتي لا تحتمل ذلك.
لم أعد أطيق هذا الوضع، صرت أرفض طلبات أمي؛ لأنني أشعر بالتمييز العنصري، فما ذنبي إن ولدت سمراء، أنا لم أختر لوني، وإن كان هناك لوم أو عتب فسيكون عليها وليس عليّ.
أفيدوني ماذا أفعل في حالتي هذه؛ لأنها تؤثر علي كثيراً، وتكسر من شخصيتي؟ على الرغم من أنني ذات شخصية قوية في غالب الأحيان، ولي إنجازاتي الشخصية في حياتي, لقد دمرت أمي علاقتي بأخواتي.
أتمنى الموت أحياناً؛ لأريحها من عناء تحمل كوني ابنتها العادية، ولأريح نفسي من نظرات الشفقة، وفي كل مرة يحدث موقف مثل هذه المواقف، أُصاب بالاكتئاب الشديد، وأكره نفسي، وحياتي؛ لأنني أجد نفسي عاجزة عن فعل أي شيء، ومضطرة لأن أتحمل هذا الضغط النفسي كل يوم، لقد
صرت أخاف من شبح العنوسة، رغم أنني في بداية العشرينات من عمري، ولكنه صار هاجسي في الفترة الأخيرة، أخاف من شماتة أخواتي وأهلي، وأنا إنسانة تكره الفشل في حياتها.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في موقعك، ونشكر لك التواصل والاهتمام، وحسن العرض للإشكال، ونسأل الله أن يهدى الوالدة، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال، وأن يرزقك بأفضل وأصلح الرجال.
لا تحزني فأنت فتاة، وكل فتاة جميلة بأدبها وحيائها، وأنت تزيني بثقافتك ووعيك الظاهر، من خلال الأسطر المكتوبة، وثقي بأن السمراء مطلوبة، وأن الجمال مقسم، وأن كثير من ملكات الجمال سمراوات، ولكل امرأة من سيعجب بها من الرجال، ولولا اختلاف وجهات النظر، لبارت السلع.
قد أشرت إلى أنك على قدر من الجاذبية، ونحن نؤكد لك أنها ستزيد وتظهر بطاعتك لرب البرية، فاشغلي نفسك بالطاعات، وتقربي إلى رب الأرض والسموات، واعلمي أن والدتك تضر البنات بما يحصل منها قبل أن تنفعهن، وأمر الزواج بيد الله الرزاق، فلا تهتمي ولا تغتمي، ومن الذي يمسك نعمة الله ويمنعها، فكوني مع الله، ولا تبالي.
أرجو أن لا تقابلي ما يحصل من الوالدة بالعناد والكره، ولا تتمني الموت، ولكن تسلحي بالصبر، وقومي بما تستطيعي، واستمري في تطوير قدراتك التي وهبها لك الوهاب، وحاولي أن تشاركي في حركة المجتمع النسائي، بالحضور والمشاركة الفاعلية، واعلمي أن الشجرة التي تنبت في الظل ضعيفة، هزيلة، بخلاف التي تتعرض للشمس والريح، وثقي بأن عملك في البيت، تدريب ونضج، ولن تدوم الوالدة لك، ولا لأخواتك.
ننصحك بالاقتراب من خالاتك، وعماتك، ووالدك، مع حفظ حق الوالدة وإن قصرت معك، فإنها ستسأل وحدها، وأنت كذلك، فلا تقابلي تصرفاتها بالعقوق، وتسلحي بالصبر، فإن العاقبة لأهله.
لا تحملي نفسك فوق طاقتها، ومرري ما يحصل حتى لا تتمدد الأحزان في حياتك، وأنت في عمر يؤهلك لتحمل ما يحصل، وقد وهبك الله عقلاً، ووعيا يعينك على التأقلم، وأنت متعلمة، ومن أمثالك ننتظر الصبر على جهل الكبار، ونؤكد لك إن الله سينصرك، وقد سمعت من يدافعن عنك، ولن تحتاجي لأن الأمر كما قال الشاعر الحكيم:
دلائل الخير لا تخفى على أحد
كحامل المسك لا يخلو من العبق.
استعيني بالله، وتوكلي عليه، واعلمي إن الخير والتوفيق في يديه.
سعداء نحن بتواصلك مع موقعك، ونأمل أن تزيدك هذه الكلمات ثقة وقوة، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يقر أعيننا بصلاح والدتك، والأمهات.
وفقك الله وسدد خطانا وخطاك.