أمّلت أن أسافر لدولة أجنبية لكني رفضت في المقابلة!!
2014-10-19 05:24:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحب أولاً أن أشكر جميع العاملين على هذا الموقع الرائع، جزاكم الله كل الخير.
أنا أحمد من العراق، عمري 25 سنة، مشكلتي أني بنيت أملًا كبيرًا منذ مدة، ونويت السفر إلى إحدى البلدان الأجنبية، وكنت أنتظر لحظة مقابلتي، وكانت لحظة مصيرية لحياتي، لكنهم رفضوني، وهذا أثر بشكل كبير على حياتي، وقد أحسست بالفشل والخذلان والإحباط، وكل من يراني يشمت بي ويقول: فلان أعطوه قبولا وأنت لم يعطوك، وانا أقول لهم: لو أراد الله لي أن أذهب لذهبت, وقلت: الحمد لله على كل حال.
لكن نفسيتي تعبت جدا، وكنت أبني آمالا كبيرة، وكلها أحسست أنها تحطّمت، وصرت أخاف من الناس والأقارب من أن يعلموا؛ لأنني أصبحت حساسا جدا، وكل من يعرف أمري يضحك ويقول: ما فيك خير! وهذا الشيء يحزنني كثيرا، وأحس بالفشل، وأحس أني غير جريء وضعيف، وأخاف جداً.
ماذا أفعل كي أتخلص من هذه المخاوف ومن الفشل؟ فقد دعوت الله كثيرا جدا أن يحقق حلمي، لكنه لم يتحقق، وكنت بكل صلاة أدعو، لكن حلمي انتهى.
بارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، أكرر ثم يرضيك به، وأرجو أن تتأمل قول الله "وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا" ومن الذي قال إن الخير غالبا ودائما في السفر، وأرجو أن تتأمل معنا قول الشاعر:
ولست أدري إذا يممت أرضا أريد الخير أيهما يليني
أألخير الذي أنا أبتغيه أم الشر الذي هو يبتغيني
وكم من مريد للخير لم يصبه، ونذكرك بأن الإجابة للدعاء تتنوع، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يدعو الله بدعوة إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث، إما أن يستجيب الله دعوته، وإما أن يدخر له من الأجر مثلها، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها".
ومن الذي قال إن عطاء الله للإنسان دليل على حب الله له؟ ألا تعلم أن الله سبحانه لم يرض الدنيا ثوابا لأوليائه، ولو كانت تزن عنده جناح بعوضة ما سقى كافرا منها جرعة ماء، فلا تهتم أو تغتم لشماتة الشامتين، وكرر التوجه بإلحاح لرب العالمين الذي يقول للشيء كن فيكون.
نسعد بتواصلك مع الموقع، ونحن نحبك وندعو لك، واطلب دعاء والديك، واجتهد في برهم، وكن عونا للضعفاء؛ ليكون العظيم في حاجتك، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه والصبر؛ فإن العاقبة لأهله، وعليك بالرضا والتسليم، واعلم أن ما يختاره الله للإنسان أفضل من اختياره لنفسه.
وفقك الله وسدد خطاك.