الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amani حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذه مشكلة بسيطة جداً، وغالباً هي مكتسبة، بمعنى أنك ربما تكونين شاهدة منظراً فيه دم وإبر وشيء من هذا القبيل، ومن ثم نشأت لديك هذه المخاوف، وغالباً ما تكون ناتجة عن تجربة سلبية سابقة.
أيتها الفاضلة الكريمة: كما ذكرت لك الأمر في غاية البساطة، أولاً: الشيء الذي يجب أن تحضري نفسك له أن هذا الأمر يمكن أن يعالج، لا أريدك أبداً أن تعتقدي أن هذه الحالة حالة ثابتة، أنت لم تولدي بها؛ إذاً هي مكتسبة، والشيء المكتسب يمكن أن يفقد.
العلاج يقوم على مبدأ يسمى بمبدأ التعرض، أو التعريض: أن تعرضي نفسك لمصدر الخوف، ولا تستجيبي استجابة سلبية، أنا أريدك الآن أن تقرئي عن الإبر، اقرئي عن الإبر الطبية، وقومي برسم الإبر الطبية، وقومي بالحصول على إبرتين أو ثلاثة من الصيدلية، وتفكري وتأملي في هذه الإبرة يومياً، ثم بعد ذلك امسكي أنت بنفسك الإبرة وكأنك تقومين بسحب الدم من إنسان آخر، وبالفعل يمكنك أن تأتي بسائل لونه أحمر وتسحبينه في الإبرة، ثم تفرغيها، وهكذا كرري هذا التمرين عدت مرات.
عليك أيضاً بالإكثار من زيارة المستشفيات، هذا يجب أن تحرصي عليه كثيراً، زوري المرضى هنا وهناك، انظري للمرضى الذين تكون الإبر مثبتة في أوردتهم إما لإعطائهم محاليل، أو لإعطائهم الدم.
إذاً من خلال هذا التعريض المستمر سوف تحسي أن درجة مخاوفك قد قلت جداً، وبعد ذلك احضري الإبرة أنت نفسك وضعيها على ذراعك، لا تقومي بطعنها قطعاً؛ لأن هذا أمر ليس صحياً، لكن تخيلي أن الفاحص هو الذي يقوم بتحريكها حتى يغرسها في الوريد ليستخرج الدم، هذا يسمى بالتعريض في الخيال، والتعريض في الواقع، واذهبي مع أحد أقاربك إذا كان لديه فحص، وشاهدي عملية أخذ الدم منه، الهدف في نهاية الأمر هو أن تعرضي نفسك لهذا الموقف ولا تتجنبيه.
تدربي أيضاً على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين تمارين جيدة جداً، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم: (
2136015)، أرجو أن تطلعي عليها وتطبقي ما بها من تمارين وإرشادات.
النقطة الأخيرة: هنالك دواء ممتاز يعرف باسم (إندرال)، أريدك أن تتناوليه بجرعة 10 مليجرام صباحاً ومساءً لمدة أسبوعين، وبعد ذلك اذهبي وقومي بإجراء تحاليل، هذا الدواء سوف يزيل عنك الخوف تماماً، مع التطبيقات السلوكية السابقة التي ذكرناها.
بعد انقضاء الأسبوعين تناولي الدواء بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة أسبوع آخر، ثم توقفي عن تناوله، ويمكن أن تستعمليه إذا كنت محتاجة له في المستقبل.
هذه هي المبادئ الأساسية للعلاج، وأريدك أيضاً أن تكثري من التواصل الاجتماعي، والتفاعل الاجتماعي؛ لأن ذلك في الأصل يزيل المخاوف بصفة عامة.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.