الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
ما تعاني منه هو نوع من الرهاب الاجتماعي، وقد يكون سببه أسلوب التنشئة الاجتماعية الذي تعرضت له منذ الطفولة، فلا بد أن تعلم أن الله تبارك وتعالى خلقك في أحسن تقويم، واحمد الله على نعمة العقل، فهي أعظم النعم.
لذلك لماذا الخوف؟ ولماذا الرهبة من الناس المخلوقين مثلك؟ فكل الناس لهم محاسن ولهم عيوب، والكمال لله وحده، فتقديرك غير الواقعي للآخرين ولنفسك؛ هو سبب الخوف والتوتر؛ لأن هذا ناتج عن النظرة السلبية لنفسك، والتقييم المتضخم للآخرين، فحاول تعداد صفاتك الإيجابية، ولا تقارن نفسك بمن هم أعلى منك في الأمور الدنيوية، وغير المقياس، أو المعيار الذي تقيم به الناس، فأفضل المقاييس على الإطلاق هو المقياس المستمد من الكتاب والسنة، فتقوى الله عزّ وجلّ هي المحك الحقيقي لتقييم الشخصيات، أما المظهر الخارجي، والوضع الاجتماعي والاقتصادي، وغيرها من الأمور الدنيوية فليست هي الأصل الذي يجعلنا نحترم الناس أو نخاف منهم.
لذلك نقول لك -أخي الكريم-: مشكلة تجنب الآخرين، وعدم الاحتكاك بهم؛ لا بد من التفكير في حلها بالطرق الواقعية، وأولها المواجهة، وعدم الانسحاب والتعذر بأسباب واهية، فحاول رفع شعار مفاده التحدي، والاقتحام بالزيارات المتكررة للأهل والأصدقاء، وإجابة الدعوات والمشاركة في المناسبات، ولو بالصورة المتدرجة في المدة الزمنية، فهذه تكسبك الثقة بالنفس وتزيدها، فإذا انكسر الحاجز النفسي، فسيكون الأمر طبيعياً إن شاء الله.
الإنسان يتعلم بالممارسة والتدريب شيئاً فشيئا، في البداية تعلم كيفية المحادثة مع الآخرين بالاستماع الجيد لما يقولونه، ثم كيفية إلقاء الأسئلة بالصورة المبسطة، والاستفسار بطريقة فيها احترام وتقدير للشخص الآخر، وإظهار الإعجاب والتعليق على حديثهم، ومقتنياتهم بالطريقة التي يحبونها.
وإذا أتيحت لك الفرصة للتحدث عن نفسك فاغتنمها ولا تتردد، بل انتهج نهج المبادأة، وكون أول من يبدأ دائماً بالتعريف، أو الحديث عن النفس، مارس ذلك مع من تعرفهم من الزملاء والإخوان الذين تألفهم، فسترى -إن شاء الله- تغييراً واضحاً في زيادة مهارة الكلام.
وللتغلب على موضوع الضحك يمكن أن تتبع الآتي:
1- بمجرد شعورك بنوبة الضحك استعذ بالله من الشيطان الرجيم، وأكثر من الاستغفار في كل وقت.
2-تذكر عظمة الخالق وأنه مطلع عليك، وعلى أحوالك ألا تخشى منه؟
3- تذكر الموت والقبر وأهوال يوم القيامة.
4- تذكر أنك مراقب من قبل ملائكة كرام لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون،{ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}.
5- تذكر أن هذا السلوك ينقص من شخصيتك وهيبتك، ويجعلك صغيراً وحقيراً في عيون الآخرين.
6- حاول ضبط ابتسامتك وفقاً لمتطلبات الموقف، وذلك بتذكر ملامح وجهك عندما تضحك.
7- ممارسة تمارين الاسترخاء في حالة الضيق أو التوتر الشديد- وتجد تفاصيلها في الاستشارة رقم (
2136015).
زادك الله عزاً ومهابة.