ما العلاج المناسب لحالة الفصام؟
2014-10-02 04:16:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
اسمح لي يا دكتور أن أتحدث باستفاضة إذا سمحت:
أختي تزوجت منذ حوالي 12 سنة، زوجها كان في السنة الأولى طبيعياً، وبعد مرور السنة، انقلب الحال فصار يعاني ومن دون مقدمات من حالة غريبة، حيث يقوم بطرد زوجته ويصر على أن تترك البيت وتخرج، وتظل فترة طويلة يرفض رجوعها، ثم يعيدها إلى بيته، ولما تعود يظل يشتمها بألفاظ بذيئة، ويشك فيها وأنها تخونه، ويعاني من هلاوس، ويصل الأمر أن يضربها أحياناً، وكذلك يشك في أخوه وزوجته أنهما يريدان إلحاق الضرر به وأخذ حقه، وأحياناً يشتمهم ويضربهم.
في البداية كان الشك أنه مسحور، وبعدها اتجهوا للأطباء النفسيين، لكن يا دكتور المريض يرفض تماما الذهاب إلى الطبيب؛ لأنه غير مقتنع أنه مريض، والأطباء كانوا يصفون له العلاج عن طريق وصف حالته من أهله، وهو مستمر في العلاج منذ 11 سنة، وآخر علاج وهو الحالي: كوجينتول Clozapine 100mg RISPERIDONE3، وطبعا يا دكتور هو يرفض أخذ العلاج، لذلك نضعه له في العصير أو في الحليب، واشتدت عليه الحالة العام الماضي، فتم استخدام الجلسات الكهربائية لعلاجه، لكن كانت صعبة جداً بالنسبة له، وتعب منها جداً، ويرفض أخذ أي حقن أو علاج.
وبعد إذنك دكتور، أنا قرأت عن بعض الأدوية الفعالة في مثل هذه الحالة، مثل:الزيبركسا، والرزبريادون، فهل تناسب حالته؟ أرجو أن تنصحنا بالعلاج الصحيح، وجرعاته، وماذا نفعل؟ وجزاك الله خير الجزاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أن هذا الأخ عافاه الله يعاني من اضطراب رئيسي، فحالته تحمل سمة الفصام وليست وساوس، والعلاج الدوائي مطلوب في حالته، وأتفق معك أن معظم هؤلاء المرضى نسبة لافتقادهم البصيرة الكاملة لا يتعاونون في أخذ علاجهم، لكن الذي أثبت بما لا يدع مجالاً للشك هو أن مساندتهم والتعامل معهم بلطف، وأن يتعامل معه شخص واحد بشيء من المودة ليقنعه بتناول العلاج، لكن إذا كثرت الأيادي والتدخلات من هنا وهناك تجد أن المنظومة الظنانية تزداد لدى هؤلاء المرضى ويتملكهم الشك ويكثر عندهم الارتياب مما يمنعهم من تناول الدواء.
فدعوا شخصًا واحدًا قريبا له يتحدث معه، كالزوجة مثلاً، أو شخصك الكريم. هذه أحد وسائل الإقناع المهمة والضرورية.
الأدوية المضادة للفصام متشابهة، (Clozapine) الذي أُعطي له بجرعة مائة مليجرام هو أنجح وأفعل وأقوى هذه الأدوية، لا دواء يعلو عليه أبدًا، لكن هذا الدواء يجب أن يكون بجرعات أكبر، ولا بد أن يُفحص المريض أسبوعيًا للتأكد من مستوى الدم الأبيض لديه، لأن هذا الدواء لديه بعض المشاكل والآثار السلبية بالرغم من نفعه.
هذا الأخ – حفظه الله – أنا أرى أن الإبر هي الحل في حالته، نعم هو يرفضها الآن، لكن كما ذكرت بشيء من التودد إليه يمكن أن نقنعه.
في ذات الوقت عقار (زبركسا) الآن منه مكوّن ومستحضر يعرف باسم (زبركسا فلّوتاب) هذا دواء ذوَّاب جدًّا، ولا يُغير طعم المحاليل ولا لونها، وكثيرًا ما نقوم بإعطائه للمرضى الذين يرفضون العلاج، وذلك عن طريق أهليهم، جرعة واحدة ليلاً، عشرة إلى خمسة عشر مليجرام ليلاً، تُوضع في محلول أو في حليب أو في شيء من هذا القبيل وتُعطى للمريض، وهذا من الناحية الأخلاقية حتى من الناحية الشرعية تم إقراره تمامًا؛ لأن الأمر كله القصد منه أن يصبَّ في مصلحة المريض، وبما أن المريض مفتقد للأهلية وغير مرتبط بالواقع ولا يستطيع أن يقرر لنفسه ما يفيده فهنا تقع المسؤولية علينا وعلى الأهل.
إذًا هذه هي وسائل العلاج، المهم هو استمراره على الدواء أيًّا كان شكله، وفي ذات الوقت نجعل هذا الأخ يعيش حياة اجتماعية معقولة، نشجعه على التواصل الاجتماعي، زيارة الأهل، المشاركة في المناسبات، مع احترامي الشديد وتقديري له، يجب أن نهتم كثيرًا بمظهره، هذه مهمة ومهمة جدًّا -أيتها الفاضلة الكريمة-، هذا نسميه بالعلاج التأهيلي، يُضاف إليه العلاج الدوائي، إذا اجتمع هذا مع ذاك -إن شاء الله تعالى- يعيش هذا الأخ حياة معقولة جدًّا، ونمنع عنه التدهور والانتكاسات المرضية.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.