الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بلسم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأعراض التي ذكرتيها أصلاً منشأها وجود حالة من حالات ما نسميه بقلق المخاوف، والقلق هو طاقة إنسانية طبيعية، لكن في بعض الأحيان يزداد عن المعدل المطلوب، والخوف أيضًا قد يكون تفاعلاً نفسيًا فسيولوجيًا طبيعيًا، لكن حين يخرج عما هو مطلوب فإنه يؤدي إلى شدة في الأعراض، ويصبح توجهك كله نحو التجنب، والتجنب ما يُثير لديك المخاوف والتوترات، وأعتقد أن فكرك أيضًا أخذ الطابع الوسواسي.
أيتها الفاضلة الكريمة: حالتك هذه ليست خطيرة، لكن لا بد أن تكوني حازمة مع نفسك وتحقّري هذه الأفكار، ولا تتبعيها، وتبدلي مشاعرك، وتجعليها مشاعر مخالفة جدًّا لما أنت عليه الآن.
الإنسان يجب ألا يقبل كل فكرة، ولا يقبل كل شعور، والحق عزَّ وجل أعطانا القدرة للتغيير، وأعطانا القدرة لأن نبدِّل ما بأنفسنا، ولذا التدبر والتفكر في هذه الأعراض مهم جدًّا، ويجب أن تصلي لقناعة تامة بأنك يجب أن تحقري هذه الوساوس، وأن تعيشي حياتك مثل بقية الناس.
ضعي برامج يومية حتى وإن كانت بسيطة، هذه البرامج يكون هدفها التفاعل الاجتماعي مع أسرتك، ومع قريباتك، ومع صديقاتك، هذا التفاعل الاجتماعي يُساعدك كثيرًا على الخروج من حالة قلق المخاوف التي أنت فيها.
النقطة الثانية: هي التدرب على تمارين الاسترخاء، فالشعور بالاختناق، والمخاوف، والقلق، هذا كله يمكن التصدي له من خلال التطبيق السليم لتمارين الاسترخاء، وهذه التمارين تقوم على أسس علمية، هنالك طريقة (جاكبسون) وهناك طرق أخرى كثيرة أشرنا إليها في استشارة مبسطة أعدتها إسلام ويب، ورقمها هو (
2136015) يمكنك الاطلاع عليها والالتزام بتفاصيلها التامة.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أنت في حاجة شديدة إليه، والحمد لله تعالى توجد أدوية غير إدمانية وغير تعودية، وأنا أعرف أن صاحب القلق يكون متشككًا وحذرًا في كل شيء، وفي هذه الحالة يجب أن تتناولي الدواء، ولا تجعلي القلق والمخاوف تستدرجك لتحرمك من نعمة العلاج.
وحتى تتثبتي وتكوني أكثر قناعة بالدواء اذهبي إلى الطبيب النفسي، وسوف تجدين منه كل ترحاب، وسوف يشرح لك بدقة أكثر على نفس الأسس التي ذكرتها لك.
من جانبي: هنالك دواء رائع مفيد غير إدماني غير تعودي لا يؤثر على الهرمونات النسوية، اسمه (إستالوبرام) هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجاريًا (سبرالكس) هو الدواء المناسب جدًّا في حالتك، وسوف أذكر لك جرعته، والمدة العلاجية المطلوبة، ولا بد من الالتزام التام والحازم والجازم بمدة العلاج وجرعة العلاج وطرق تناوله، حتى يجني الإنسان فائدته ولا تحصل مشاكل أو آثار جانبية.
جرعة السبرالكس هي أن تبدئي بخمسة مليجرام –أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام–، تناوليها يوميًا ليلاً لمدة أسبوع، ثم اجعليها حبة كاملة، استمري عليها لمدة شهرين، ثم اجعليها عشرين مليجرامًا يوميًا –وهذه هي الجرعة العلاجية–، واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة (خمسة مليجرام) يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
الدواء ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الشهية نحو الطعام، وهنا يجب أن تتخذي التحوطات اللازمة حتى لا يزيد وزنك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.