تقدم لي خاطب بشرط الاغتراب معه للدراسة، فما نصيحتكم؟
2014-09-18 06:56:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
تقدم لخطبتي أستاذ جامعي في جدة، ولكنه مبتعث للدكتوراه إلى بريطانيا لمدة سنتين ونصف، ويريد أن نتزوج ونعيش في بريطانيا، وأنا إلى الآن لم أوافق، ومحتارة في أمر سكني ببريطانيا، وشرطه أن أسكن معه هناك، وإذا لم أوافق، سيخطب غيري لأنه لا يستطيع إكمال الدراسة ثم الزواج.
أنا محتارة، خاصة أنني إنسانة ملتزمة -ولله الحمد-، أرتدي عباءة رأس وقفاز، ولا أسمع موسيقى، وأتجنب النظر إلى العري، ومحتشمة في ملابسي، وأشياء كثيرة -ولله الحمد-.
هو غير ملتزم، لكنه أكد لي رغبته في إنسانة ملتزمة، وخفت من الاختلاف بيني وبينه في أمور الدين، ولكنه أخبرني أنه يرحب بذلك، ويحب الدين والمتدينين، ويريد من تعينه على أمر دينه، وتكون أماً فاضلة لأبنائه.
أنا خائفة من غربتي في بريطانيا، ومسألة الحجاب، وأخاف من إجباري على كشف الوجه في المطار؛ للتأكد من الهوية، وأمور كثيرة أخاف منها مثل هذه، بحيث تتعارض مع أمور ديني، وأنا ربما أقول إنني ضعيفة في المواجهة، وأتعب نفسياً من الضغط علي بما لا أريده، مع العلم أن شخصيته جميلة، وهو رجل ناضج، وأراه مناسباً جداً لي، فقط ما يحيرني هو مسألة العيش معه مدة سنتين ونصف حتى ينهي دراسته ونعود إلى جدة.
أفيدوني وإذا أمكن تعريفي بطبيعة العيش في بريطانيا، كما أنه لا يمانع أن أكمل الماجستير معه، وربما أفكر في ذلك، أو أكتفي بتعلم اللغة الإنجليزية، لأنني لا أرغب في الماجستير.
وإذا أشرتم علي بالذهاب والموافقة، هل من نصائح أعمل بها قبل الذهاب، مثل: التزود ببعض العلوم الدينية وغيرها، وشكراً، أرجوكم سرعة الإجابة حتى أعرف هل أرفض الرجل أم أقبل به، وأنا أخاف وأبكي وأدعو الله أن لا أضل بعد إذ هداني، وهذا حقيقة هم كبير دائم يراودني في حال بعدي عن الله في سائر يومي.
مع العلم أن أغلب من يخطبوني أشعر نحوهم بخوف وضيق، أما هذا الشخص فإنني أشعر بارتياح غريب تجاهه، رغم أنني كنت أشترط أن يكون المتقدم ملتزماً، وإذا جاء ملتزماً كنت أرفضه بسبب خوفي وضيق أشعر به، ومخاوف من بعض ما أعرفه عنهم، أما هذا الشخص ارتحت له كثيراً، وشكراً، وآسفة على الإطالة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوسا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلاً بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.
وبخصوص ما تفضلت به، فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولاً: لا شك أن أصل القبول هو الدين والخلق كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، وقد ذكرت -أختنا- أن الرجل غير متدين، ولكن عنده قابلية الالتزام، وأنت فيما يبدو نجدك مائلة إليه، وعليه فلا حرج في ذلك إذا كانت هذا الموافقة مبنية على أسس علمية شرعية.
ثانياً: الأسس العلمية هي سؤال أهل العقل والحكمة من أهلك، يسألون عن الرجل وعن أخلاقه وعن طرق معاملته مع الناس، والأسس الشرعية هي الاستخارة، وميزة الاستخارة أنها لا تأتي إلا بخير، وهذا يطمئنك ويسرك ويسعدك.
ثالثاً: إذا قدر الله وسافرت اشترطي عليه أن يجتهد في أن يكون سكنكم بجوار مركز إسلامي أو على الأقل مسجد، وبجوار جماعة من العرب.
رابعاً: على محيطك الشخصي اجتهدي في الطاعة، واعلمي أن القلوب تتغير، وما سمي القلب قلبا إلا لتغيره، لذا ننصحك أن تتعهدي قلبك بالطاعة والإيمان، وأن تتعهدي نفسك بسماع العلم والذكر، على الأقل استمعي كل يوم عن طريق حاسبوك إلي محاضرة دعوية ترققي بها قلبك.
خامساً: اجتهدي أن تزيدي من معدل التدين عند زوجك، واعلمي أن الاستجابة منه سند لك بعد الله، وتقوية لك على طاعته، وقد قالوا: المرأة على دين زوجها، ويعنون أن أكثر النساء تتبع الرجل.
سادساً: من أول وصولك اجتهدي في التعرف على أخوات صالحات، وعن طريقهن يتعرف زوجك على شباب صالحين فإن المرء بإخوانه، وأخونه بدونه.
سابعاً: أكثري من الدعاء لله -عز وجل- أن يهديك طريقك المستقيم، وأن يقدر لك الخير، وأن يريك الحق حقا وأن يرزقك اتباعه.
ونحن بدورنا ندعوا الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، والله الموفق.