أخي...والاضطراب الوجداني ثنائي القطبية
2014-09-18 06:39:44 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
السيد الفاضل/ الدكتور محمد عبد العليم، أسال الله سبحانه أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتك، ويدخلك به الجنة بلا حساب، أنت وكل القائمين على هذا الموقع الرائع.
أخي (39 سنة ) يعاني من مرض الاضطراب الوجداني منذ أكثر من 12 سنة، تناول خلالها العديد من الأدوية النفسية، وقد حدثت له حوالي من ثلاث إلى أربع انتكاسات خلال هذه الفترة أدت لدخوله للمصحة لعدة أيام، ومنذ حوالي السنة كان يتحدث مع نفسه بصورة غريبة (كلام غير مفهوم، ومركب على هيئة أبيات شعرية)، ولفترات طويلة، فلا يسكت إلا وقت الأكل والصلاة.
عند زيارة الطبيب وصف له أنفيجا 6 ملغ مساء والديباكين كرونو 1000 ملغ، وابتريل 0.5 ملغ ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ولكنه لم يجد نفعاً، فقام بالتغيير إلى (ريسبردال 4 ملغ صباحاً، و4 ملغ مساءً + كربونات الليثيوم 400 ملغ صباحاً، و400 ملغ مساءً + ابتريل 0.5 ليلاً + كوجنتول 2 ملغ صباحاً)، -والحمد لله- اختفت تلك الاعراض، ولكن ظهرت مشاكل أخرى كتساقط شعر الرأس بشكل كبير أثر عليه بشكل كبير، وأصبح يحلق رأسه بالكامل كل ثلاثة أيام حتى لا يرى سقوطه، إضافة إلى ظهور طفح جلدي في الجسم والرأس.
كذلك هناك اضطراب في النوم، فنومه متقطع ويكثر من شرب الدخان بشكل كبير بالإضافة إلى الشاي والقهوة، فقلة نومه عادة ما تكون بعد يوم يكثر فيه التفكير في أمر ما، حيث تظهر على وجهه علامات التعب والحزن ونادراً ما يتحدث إلى نفسه بصوت منخفض حتى لا نسمعه، ويمضي ساعات كثيرة وهو يفكر في غرفة لوحده، وكذلك لديه ذاكرة للماضي غير عادية، فمعظم كلامه حول الماضي، وبالتفصيل الممل، مجملاً أشعر بأن لديه اكتئابًا معظم الوقت.
سؤالي جزاك الله خيراً: هل الأدوية السابقة مناسبة لمثل حالته؟ هل بها شيء من الزيادة؟ وهل بالإمكان تقليل هذه الجرعات؟ وهل هناك علاج لتلك الأعراض؟
ملاحظة: أنا أتابع إجاباتك منذ حوالي تسع سنوات، وكلي ثقة في الله، ثم في ردودك، وقد قمت باستشارتك في السابق تحت رقم: 249779.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبيد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على كلماتك الطيبة، وأسأل الله العافية والمعافاة لأخيك ولجميع المرضى.
أيها الفاضل الكريم: الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من الأمراض التي تستجيب للعلاج الدوائي بصورة جيدة، لكن لا بد من الاستمرارية على الدواء، والإشكالية أن حوالي أربعين إلى خمسين بالمائة من الناس لا يحافظون على أدويتهم.
إذًا: الخطوة الأساسية هي ضرورة الحفاظ على الدواء ومراجعة الطبيب.
بالنسبة للأدوية التي يتناولها أخوك هي أدوية جيدة، ويُعرف أن الاضطراب الوجداني ثنائي القطب يُعالج أساسًا من خلال مثبتات المزاج، ويأتي على رأسها الليثيوم، والدباكين كرونو، والتجراتول، والسوركويل، هذه كلها أدوية فعالة جدًّا.
الاستجابة العلاجية لأخيك جيدة، أما الآثار الجانبية فهي من الواضح أنها من الدواء، حيث إن الدباكين كرونو بالفعل قد يؤدي إلى تساقط الشعر بشكل كبير لدى بعض الناس، ومن وجهة نظري إذا كان هذا العرض الجانبي مزعجًا جدًّا بالنسبة لأخيك فيمكن أن يستبدل الدباكين كرونو إما بعقار تجراتول، أو بعقار سوركويل، والسوركويل الآن يعتبر من الأدوية المطلوبة جدًّا في علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.
بصفة عامة الأدوية التي يتناولها أدوية مناسبة، قد تكون لها آثارٌ جانبية على الشعر، مثل تساقط الشعر، لكن المصلحة تقتضي ضرورة الاستمرار على العلاج.
ثانيًا: الليثيوم دواء رائع، ويجب أن يكون على رأس القائمة، أما الدباكين كرونو، فيمكن استبداله بعقار سوركويل على وجه الخصوص.
والنقطة الثالثة – وهي مهمة جدًّا -: أن تساعدوا هذا الأخ – عافاه الله – بقدر المستطاع، أن يعيش حياة طبيعية، أن يكون فاعلاً، وألا يعامل كشخص معاق، وأن نجعله ينخرط في مسؤولياته الاجتماعية، وأن يعمل، ونساعده على الاهتمام بالقراءة، ونظافته الشخصية، وممارسة الرياضة، والحرص على صلواته؛ فهذا كلها نوع من التأهيل الضروري جدًّا، والذي يعتبر مكمِّلاً للعلاج الدوائي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.