الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا لا أرى أنك مُصاب برهاب اجتماعي حقيقي، الذي تعاني منه أعتقد أنك تعاني من الخجل البسيط، -وإن شاء الله-، وفي ذات الوقت أنت تحمل شخصية وسمات ما نسميه (التسلط الرقابي للذات) يعني: أنت تحاول أن تكون منضبطاً في أدائك الاجتماعي مدققاً في ذلك، وهذا قطعاً يُشكّل عِبئاً نفسياً كبيراً عليك مما يجعلك تحس بشيء من عدم الارتياح، ومحاولة التخلص من الموقف بأسهل فرصة ممكنة.
أيها الفاضل الكريم: يجب أن تكون أكثر ثقة في مقدراتك، هذا هو الأمر الأول.
الأمر الثاني: لا تراقب نفسك كثيراً عند أدائك، فأنت -الحمد لله- مقتدر فكرياً واجتماعياً ونفسياً، وتعاملك بتلقائية مع المواقف هذا هو الذي يفيدك كثيراً.
الجأ -أيضاً- إلى تطبيقات عملية، ممارستك للرياضة الجماعية مهمة جدّاً، الأمر الثاني هو: حين تكون ذاهباً إلى مناسبة اجتماعية حاول أن تحضر بعض المواضيع التي يمكن أن تطرقها على الآخرين متى ما كان ذلك مناسباً.
أمر آخر هو: أن تثبت المهارات الاجتماعية المعروفة، من ضبط حركة الأيادي، لغة الجسد، النظر إلى محدّثك في وجهه بصورة حذقة ولبقة، واعلم – أيها الفاضل الكريم – أن تبسمك في وجه أخيك صدقة، هذه كلها إضافات اجتماعية ممتازة جدّاً.
يمكنك -أيضاً- أن تعمل نوعاً من السيناريوهات في المنزل، هذا السيناريو يتمثل في أن تتصور نفسك في موقع اجتماعي كبير ومُهيب، وطُلب منك أن تتحدث في موضوع معين، عش هذا الخيال، وقم بالفعل بالتحدث كأنك تخاطب هذا الجمع من الناس، وقم بتسجيل أو تصوير نفسك، وأنت في هذا الموقف، ثم بعد ذلك استمع أو انظر إلى ما قمت بتسجيله وتصويره، هذه الطريقة حتى وإن كانت مضحكة، لكنها مفيدة جدّاً.
تمارين الاسترخاء ضرورية بالنسبة لك، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (
2136015) أرجو أن ترجع إليها وتستفيد من التطبيقات الواردة فيها.
حضور المحاضرات، والجلوس في الصفوف الأُوَل، والصلاة مع الجماعة في الصف الأَوَّل -كما نذكر دائماً-، الانخراط في أي عمل خيري أو اجتماعي، هذه كلها تبني نوعاً من المقدرة والمهارات، والممارسة النفسية الإيجابية، والتي تجعلك تتخلص مما أنت فيه.
مشاركاتك الإيجابية داخل الأسرة مهمة جدّاً، حتى وإن كنت تحس بالاطمئنان وعدم الخجل – وهذا جيد – لكن يجب أن تبرز ذاتك وتكون بالفعل عضواً فاعلاً في الأسرة، هذا له تبعات إيجابية جدّاً عليك.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا لا أراه ضروريّاً في حالتك، لكن ليس هنالك ما يمنع أن تتناول عقار (لسترال) لفترة قصيرة، وبجرعة بسيطة، اللسترال يسمى (سيرترالين) والجرعة المطلوبة هي خمسة وعشرون مليجراماً –أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجراماً– تناولها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوماً بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.
ولعلاج الخجل واحمرار الوجه سلوكيًا طالع الاستشارات التالية: (
267019 -
1193 -
280445 -
278063).
نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.