الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب.
التأتأة والحبسة في الكلام عند البنات قد تسبب بالفعل إشكالية، لكن -الحمد لله- في حالتك أنت أكملت مراحلك الدراسية، والآن تعملين في وظيفة، وهذا دليل قاطع أن نجاحاتك الوظائفية والاجتماعية واضحة، مهما كانت معاناتك، مهما كانت المخاوف التي تسيطر عليك، وكذلك القلق والتوتر، وشعورك التقييم السلبي لذاتك، لكن أنا أرى بصفة عامة أن إنجازاتك هي المقاس الحقيقي أنه لم يحدث لك أي نوع من الإعاقة من هذه التأتأة، لكن هذا لا يعني ألا نعالجها، بل نحرص على علاجها، وذلك من خلال الآتي:
أولاً: ابذلي جهدًا كبيرًا بأن لا تراقبي نفسك أثناء الكلام، وأريدك أن تُجري حوارات كلامية داخل المنزل مع أفراد أسرتك على وجه الخصوص، وحين تتحدثين مع أحد أفراد أسرتك تخيلي أو تصوري أنك تتحدثين مع أحد الغرباء.
ثانيًا: أرجو أن تقرئي القرآن بصوتٍ مرتفع، بشرط أن تكون قراءتك صحيحة، خاصة فيما يتعلق مخارج الحروف، وأن تربطي ما بين التنفس والتلاوة، هذا قد يتطلب أن تتواصلي مع إحدى الداعيات لتتعلمي منها هذه الأسس التي ذكرتها لك.
والنقطة الثالثة هي: أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، وتطبقيها بصورة منتظمة، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (
2136015) أرجو الرجوع إليها، -وإن شاء الله تعالى- سوف تجدين فيها ما يفيدك.
النقطة الرابعة: أريدك أن تكرري حركة انقباض العينين وتكرار الترميش، حتى تُصابي بإجهاد، اجلسي على كرسي، وأنت في حالة استرخاء أبدئي في الترميش بصورة متواصلة حتى تحسين بأنك قد أُجهدتِ تمامًا، كرري هذا التمرين صباحًا ومساءً هذا التمرين وجد أنه يُعالج الفعل الغير المرغوب فيه من خلال عملية الإجهاد النفسي والجسدي التي تحدث من تكراره، كأننا نستفيد من النقيض أو المضاد لعلاج الحالة.
أنا أرى أيضًا أنك محتاجة لعلاج دوائي، لأنه واضح يوجد لديك قلق أداء، يوجد لديك قلق توقعي، توجد لديك شيء من المخاوف الاجتماعية، يوجد لديك شيء من سوء تقدير الذات، وأعتقد أن عقار يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) ويسمى علميًا باسم (باروكستين) سيكون الأفضل في حالتك، الجرعة المطلوبة هي 12.5 مليجرام من الزيروكسات CR، تناوليه لمدة شهر، ثم اجعليها خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم 12.5 مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناوله.
الزيروكسات بهذه الجرعة سوف تكون فائدته العلاجية بالنسبة لك كبيرة جدًّا، علمًا بأن هذا الدواء بفضل من -الله تعالى- سليم جداًّ ولا يسبب الإدمان، وليس له تأثيرات على الهرمونات النسائية، وقطعًا فائدته العلاجية في مثل حالتك هي ستين إلى سبعين بالمائة، والبقية - أي الثلاثين إلى الأربعين بالمائة - في العلاج السلوكي، فأهمية الدواء كبيرة وكبيرة جدًّا، والانتظام على الجرعة بنفس الطريقة التي ذكرناها سوف تكون هي المحك الرئيسي لنجاح هذا العلاج.
إذن: تناولي الدواء حسب الوصف، وخذي ببقية الإرشاد، -وإن شاء الله تعالى- ستنتفعين من هذه الرزمة العلاجية، وهناك ملاحظة بسيطة حول الدواء: هو أن أحد آثاره الجانبية أنه ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن لدى بعض الناس وليس كل الناس، فإن حدث وأحسست بشهية نحو الطعام وشراهة نحو الحلويات، فحاولي أن تتحكمي في ذلك، ومارسي أي نوع من الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.