لم ينفع معي الفافرين وعاد لي الخوف والقلق والاكتئاب والوسواس!
2014-07-20 05:42:27 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
الدكتور الفاضل أشكر لك إجابتك على استشارتي برقم (2230671)، التي لم أتطرق فيها للحديث الكامل عن حالتي أو تفصيلها، ولم أتطرق للجوانب الأخرى.
دواء سيلابكس (ساليباكس) لم أستطع تحمله من الناحية العضوية والنفسية، فمن الناحية العضوية سبب لي -أكرمكم الله- غثيانا واستفراغا بمعدل تقريبا أربع أو خمس مرات استفراغ باليوم، ومن الناحية النفسية سبب لي قلقاً وخوفاً واكتئاباً شديداً.
الأن تركت الدواء من نفسي بعدما استبدل لي الدكتور الفافرين، وأهلي وبخوني وقالوا: إنه لا ينبغي الذهاب للطب النفسي، ولا يريدون أحدا أن يراني أراجع عند طبيب نفسي، ولا توجد سيارة تذهب بي، ولا أجد أحدا، خاصة أني ذهبت من البداية دون اقتناع من أهلي، ولم يفد معي تناول الدواء الفافرين وعلاج ساليباكس.
الآن تركت مراجعتي للدكتور وتركت علاجي منذ شهر، وأشعر بالتشتت، وعندي انقلاب مزاج، فأحيانا أكون فرحة ولكن ينقلب مزاجي فجأة ويأتيني اكتئاب وخوف وقلق وأفكار سلبية، وهذا الأمر معي من بداية مرضي، وأحيانا تتعبني الوسوسة وترجع لي أعراض الخوف على أختي التي ربتني، أخاف من فقدانها وأتخيل الحياة من دونها، وأقلق وأحزن، وأبكي وأتخيل حالي بدونها، فأشعر باليأس، وأشعر بالانهزام وعدم الرغبة بالحياة.
أنا إنسانة عاطفية جدا ولا أحتمل دمعة أحد، ولا أريد أن يجرح أحد بسببي أو يتألم حتى وإن كان ألد أعدائي، وأفضل أن أنهزم أمامه ولا أبكيه أو أشعر بإحراجه، وإذا خرجت كلمات مني بالخطأ لأختي عندما نتخاصم ولو كانت هي السبب وهي من تشتمني أشعر بالحزن لأجلها، وأفكر بها وأبكي، وأشعر بتعب وإحراج من هذا الأمر، وأشعر أني لا أهتم بنفسي من أي ناحية، ويهمني الناس، ولا أريد أحدا أن يتأذى.
سمعتُ بالانتكاسة، وأصابني الخوف من ذلك، وأشعر بأنه حتى العلاج النفسي الدوائي لن يفيدني، فقد تحطمت كليا بعدما جربت دواء فافرين ولم ينجح معي.
الآن انقطعت بي كل السبل، وليس لي إلا الله ثم ردك علي يا دكتور، أرجو أن تجيبني، ما الحل لحالتي؟ وكيف أشرب الدواء وكيف أنهيه؟ أرجو أن تشرح ذلك، وما اسم الدواء الذي يناسب حالتي؟ علما أني بدون طحال فقد تم استئصاله منذ فترة من الزمن، أعلم أن كلامي ليس مرتبا، فجزاك ربي خيرا لفهمك ما أعنيه.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سحابة صيف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت محتاجة لنوع من الموازنة النفسية، أريدك أن تكتبي في ورقة كل أعراضك وشكواك السلبية، وبعد ذلك وبعد أن تدرسي هذه الأعراض واحدة تلو الآخر، ضعي في المقابل الفكرة المخالفة أو المضادة للعرض السلبي، وتأملي وتدبري ما أوضحته من أفكارٍ إيجابية، وحاولي أن تغرسي كل واحدة من هذه الأفكار في داخل كيانك، وأن تعملي بها. هكذا الحياة موازنة، كل شيء سلبي له ما يقابله مما هو إيجابي، فالشر يقابله الخير ويزيد، والخطأ يقابله الصواب، وهكذا.
إذن: نحن أمام عملية اختيارية لدرجة كبيرة جدًّا، أي أن السمات والصفات يمكن أن تغيِّر من مسلكنا ومن مزاجنا، هذه وسيلة سلوكية معروفة: أن تستبدلي ما هو سلبي بما هو إيجابي، وهذا يتم من خلال التدبر والتأمل والإصرار على التغيير، والإصرار على التغيير يدفعه قوله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم} فعليك بالدفع الإيجابي حتى تتغيري، وعليك بحسن إدارة الوقت، وعليك بالرفقة الطيبة، وعليك بالمشاركات الفاعلة في محيط أسرتك، وعليك بأن ترفعي من مستواك المعرفي والثقافي والعلمي، وعليك أن تكوني حريصة جدًّا في أمور دينك. هذه - إن شاء الله تعالى - تلقائيًا تؤدي إلى تغيُّر كبيرٍ جدًّا في مسارك السلوكي والمعرفي.
بالنسبة للعلاج الدوائي، الأدوية هي وسيلة تساعد، ولا أريد الناس أن تعتمد عليها حقيقة، وهذه إشكالية كبيرة جدًّا، بعض الناس يعتمدون اعتمادً كاملاً على الدواء، وليس لديهم أي استعداد لعمل أي شيء من جانبهم، حتى وإن طلبت من بعض الناس أن ينظم وقته، وأن ينام مبكرًا، وأن يستيقظ مبكرًا، وأن يمارس الرياضة، وأن يوزع وقته بالصورة الصحيحة، تجدين هنالك نوعاً من التكاسل وعدم أخذ الأمور بجدية. التغيير يكون من الذات، هذا هو الأساس، والدواء يساعد.
في حالتك أرى أن استعمال أدوية بسيطة وخفيفة ربما تكون أفضل لك، وهناك دواء بسيط اسمه(فلوناكسول) ويعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول) ليس له آثارًا جانبية، يُعالج القلق في المقام الأول، فيمكنك أن تتناولي هذا الدواء بجرعة نصف مليجرام – أي حبة واحدة – صباحًا لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها حبة صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم حبة صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
أعتقد أن هذا سوف يكون كافيًا إذا طبقت ما ذكرته لك من إرشاد سابق، أما إذا أردت أن تعتمدي اعتمادًا كاملاً على الأدوية فهنا يجب أن تنتقلي لأحد مضادات الاكتئاب القوية مثل عقار (إيفكسر) أو (سيمبالتا) أو الدواء الجديد (فالدوكسان) وهذا المنهج أنا لا أفضله كثيرًا، وأفضل التدابير السلوكية التي تُدعَّم عن طريق العلاج الدوائي، هذا هو الأفضل.
وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.