الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية نقول لك: الحمد لله على السلامة، فمثل هذه الحوادث –أي حوادث قطع الإشارة المرورية وما ينتج عنها– من المخاطر التي بالفعل تترك جراحات نفسية كبيرة تؤدي إلى مخاوف، تؤدي إلى ما يعرف بعصاب ما بعد الصدمة، تؤدي إلى وساوس، وبالفعل هي ليست بالأمر السهل، ومثل هذه التجربة بالرغم من أنها صعبة وتؤدي إلى شيء من عدم التكيُّف، لكن يمكنك أن تتعايشي معها، وذلك من خلال:
أولاً: أن تحمدي الله -تعالى- أنك سلمتِ من ذاك الحادث، هذا يجب أن تركزي عليه كثيرًا.
ثانياً: قومي بمقارنات إحصائية، كم من الناس يقطعون هذه الإشارة، سوف تجدينهم قلَّة، إذًا ما قام به السائق هو أمر نادر الحدوث في الحالات العادية، وخطأ يجب ألا يتكرر مرة أخرى، إذًا من الناحية الإحصائية هذا الأمر ليس أمرًا شائعًا.
ثالثًا: بعدما حدث أعتقد أن السائق وكل من سمع عن هذا الحادث من أهل بيتك وغيرهم سوف يكونون في حذرٍ، هذا معروف، هذا النوع من الحوادث يؤدي إلى دروس كبيرة، يؤدي إلى رفع اليقظة، يؤدي إلى زيادة الانتباه، فهذا كله يُساعدك - إن شاء الله تعالى – في التكيُّف والتواؤم على ما حدث.
رابعًا: لا تتجنبي ركوب السيارة، أبدًا، احرصي على أن تركبي السيارة كالمعتاد، لكن احرصي أيضًا على دعاء الركوب، واحرصي عليه، كرريه، وأنت خارجة من البيت أيضًا قولي (بسم الله، توكلتُ على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله) ثم افتحي باب السيارة واقرئي دعاء الركوب بقناعة ويقين تام (بسم الله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون) وسلي الله -تعالى- أن يحفظك.
خامسًا: طبقي تمارين الاسترخاء حسب ما ورد في الاستشارة التي تحت رقم (
2136015). الاسترخاء مهم جدًّا، وأنت أثناء تطبيقك لهذه التمارين تذكري هذا الحادث، تمرين تكرريه مرة صباحًا ومرة مساءً بمعدل خمس مراتٍ في كل جلسة، ولمدة أسبوعين، هذا - إن شاء الله تعالى – يؤدي إلى الشفاء التام من هذه الحالة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.