الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله -يا أختي الكريمة- أن تحاليلك كلها سليمة، وأن طبيب القلب قد طمأنك أن أمور القلب بخير، ولكن الأعراض ناجمة عن الارتجاع المريئي، والدليل أنه لم يصرف لك دواء للقلب وإنما للارتجاع وللمعدة، ولذلك لا داعي للقلق من موضوع القلب، وإنما أعراض الارتجاع المريئي والحموضة المعدية مشابهة في كثير من الاحيان لآلام القلب، وإن الألم الناتج عن سبب قلبي لا يزداد بالضغط على الصدر، وهذا دليل آخر على أن الألم ليس بسبب قلبي.
وهذه لمحة موجزة عن الارتجاع المريئي: ينتج عن ضعف المعصرة بين المريء والمعدة، وهذه المعصرة عملها منع ارتداد الحمض من المعدة للمريء، وهذا يؤدي للشعور بالحرقة والحموضة، وصعوبة البلع مع شعور بالغثيان أحيانا، وقد يؤدي لرائحة كريهة للفم، وكذلك أحيانا للسعال المزمن مع التهاب الحنجرة وبحة في الصوت، وتعطي أحيانا آلاما مشابهة لآلام القلب، وقد تؤدي إلى تضيق في المريء.
إن من الأسباب التي تؤدي لزيادة الارتجاع المريئي:
- تناول الأطعمة الحارة كالفلفل والتوابل والشطة الحارة.
- والأطعمة الحامضة كالليمون والبندورة المطبوخة.
- والأطعمة المقلية والدهون.
- البصل والنعناع.
- والشوكولاتة.
- القهوة والشاي والكحول والمشروبات الغازية.
ويتم تشخيص الحالة عادة بالتنظير المعدي الذي يظهر ضعف وارتخاء بالمعصرة التي بين المريء والمعدة، والعلاج يعتمد على الحمية أولا، ومحاولة تخفيف الوزن بالابتعاد عن كل الأطعمة التي ذكرت سابقا أو التخفيف منها قدر الإمكان، عدم النوم بعد الطعام مباشرة، عدم تناول الماء أو العصير أثناء الطعام، التخفيف من حجم الوجبة الغذائية بالاعتماد على عدة وجبات صغيرة بدلا من وجبتين كبيرتين، وضع مخدتين تحت الأكتاف عند النوم للتخفيف من ارتجاع الحمض أثناء النوم، وهذا يعتبر فعالا بدرجة كبيرة.
المعالجة الدوائية: وأفضل الادوية حاليا هي ما تسمى (مثبطة مضخة البروتين)، مثل: البارييت والاوميبرازول والنكسيوم، فينصح باستعمالها ولفترات طويلة ولكن بإشراف طبي.
والعلاج الجراحي: ويكمن أن يتم بالمنظار ويتم فيه تقوية المعصرة، ونتائج العملية جيدة وتعطي نتائج مريحة للمريض، وتعتبر سليمة لأنها بالتنظير وليست بالتدخل الجراحي.
ونرجو من الله أن يكتب لك الشفاء العاجل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور محمد مازن، تخصص باطنية وكلى.
وتليها إجابة الدكتور محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أجاب الأخ الدكتور محمد مازن -جزاه الله خيرا- عن كل ما هو مطلوب حول الارتجاع المريء، من ناحيتي أقول لك أنك لديك قلق عام، وهذا القلق أدى إلى زيادة في أعراض الجسدية، وهذه تعتبر حالة نفسية جسدية بسيطة، نوبات الهلع لا شك أن أحد نتائجها ومنتجاتها أنها تؤدي إلى وسوسة مستقبلية وخوف وقلق توقعي.
أرجو أن تطمئني تماماً وتعيشي حياتك بإيجابية، وهذه الآلام الجسدية المتعددة والوخزات حول القلب هذه أؤكد لك أنها ناتجة من توترات عضلية ليس أكثر من ذلك، وتمارين الاسترخاء سوف تفيدك جداً، وحين يتم علاج الارتجاع المريء حسب ما ذكره لك الدكتور محمد مازن هذا أيضاً سيفيدك كثيراً. تمارين الاسترخاء يجب أن تكون جزءً من حياتك فهي مفيدة جداً، واستشارة إسلام ويب تحت الرقم (
2136015) فيها توجيهات بسيطة ومفيدة -إن شاء الله تعالى-.
أنا أفضل أن تذهبي إلى الطبيبة مرة كل ثلاثة أشهر خلال السنة القادمة، هذا يساعدك كثيراً ويجعلك مطمئنة، لأن استجاباتك العلاجية الدوائية الوقتية ممتازة جداً، فحين تتواصلين مع الطبيبة أعتقد أن هذا سوف يشعرك باطمئنان وأمان كبير، ويمنعك في ذات الوقت من التردد على الأطباء، الطبيبة يمكن أن تعطيك دواء بسيطا لعلاج القلق وتوترات، وهنالك أدوية عديدة كثيرة جداً معروفة لدى جميع الأطباء تقريباً.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً. أسأل الله لك العافية والشفاء.