الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حالتك بالفعل ليست رهابًا اجتماعيًا بمعناه المفهوم، لكن أنت تعانين مما نسميه بقلق الأداء الناتج من الرقابة الذاتية الصارمة على الأداء، يعني: كلما أردت أن تقومي به خاصة فيما يتعلق بالتفاعل الاجتماعي، تكون لك درجة عالية من الحساسية الشخصية، وارتفاع درجة المراقبة على الذات، وهذا يُضعف تركيزك، يشتت ذهنك، يجعل حبل تفكيرك متطايرا جدًّا، مما يجعلك تواجهين صعوبة كبيرة في وجود الفكرة وإتمامها، ويأتيك أيضًا الشعور بالتلعثم، وأعتقد أيضًا أن لديك تخوف وسواسي، تخوف غير مبرر، هذا نسميه بالقلق التوقعي.
العلاج السلوكي متوفر، وقطعًا العلاج الدوائي داعم، وفكرة النظرة السلبية والخوف من الوصمة إذا ذهب الإنسان إلى الطبيب النفسي، هذه من وجهة نظري قد ضعفت تمامًا، والطب النفسي علم راق ومفيد جدًّا للناس، والأدوية إذا استعملتْ بحكمة فوائدها عظيمة وأضرارها قليلة جدًّا أو تكاد تكون معدومة، وفي مثل هذه الحالات – أي الحالة التي تعانين منها – استعمال الأدوية يكون بسيطًا جدًّا، دواء واحد بجرعة بسيطة ولمدة محدودة، لأن الدواء يعتبر هو الداعم الذي يُريح النفس، ويُمهِّد للعلاجات السلوكية، والعلاج السلوكي يقوم على المبادئ الآتية:
أولاً: يجب أن تحقّري فكرة الخوف.
ثانيًا: لا تراقبي نفسك رقابة صارمة.
ثالثًا: عبّري عن ذاتك حتى في المواقف البسيطة، ولا تكتمي حتى لا تحتقني.
رابعًا: تأكدي دائمًا – ويجب أن تكون لك قناعة مطلقة – أنك لست مراقبة من الآخرين، وأن أدائك أفضل مما تتصورين، وأن أفكارك موجودة حتى وإن تشتت وتتطاير، فهذا أمر آنيٍ ووقتي.
خامسًا: حاولي أن تجلسي مع الأسرة وصديقاتك، وتطوري مهاراتك التواصلية من خلال ذلك.
سادسًا: الالتحاق بأي نشاط ثقافي أو اجتماعي أو تعليمي سوف يفيدك كثيرًا، ويا حبذا لو ذهبت والتحقت بأحد مراكز تحفيظ القرآن؛ لأن ذلك سوف يعطيك فرصة عظيمة للتفاعل الاجتماعي الصحيح في جوٍّ آمنٍ ومطمئنٍ.
سابعًا: تمارين الاسترخاء ذات أهمية خاصة جدًّا في حالتك، ارجعي لاستشارة موقعنا تحت الرقم (
2136015) وطبقي ما بها من إرشاد.
ثامنًا: النوم المبكر، وتجنب النوم النهاري من الأشياء التي تؤدي إلى حالة استرخائية في الجسم وفي النفس وعلى مستوى الدماغ، وهذا يزيل القلق والتوتر، ويجعل الإنسان أفضل تركيزًا.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأؤكد لك أن الوراثة لا تلعب دورًا أساسيًا في مثل هذه الحالات، وحتى إن كان لوالدك صعوبة في التخاطب فهي حالة متعلمة أكثر من أنها موروثة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.