أيها أنفع لطفلي اللعب مع أقرانه أم حبسه للعب في البيت؟
2014-06-19 02:35:10 | إسلام ويب
السؤال:
إذا لم أتمكن من الخروج بولدي للترفيه، فأيهما أخف ضررًا: تركه يلعب مع الأولاد -مع احتمال كبير أن يتخلق ببعض الأخلاق السيئة- أم حبسه في البيت، وشغله ببعض الألعاب الالكترونية، والألعاب البسيطة؟ مع اصطحابه إلى المسجد، والخروج لزيارة العائلة يومًا في الأسبوع مثلًا، علمًا بأن سنه خمس سنوات.
وأرجو كتابة روابط بعض المحاضرات الصوتية النافعة في مجال التربية، وبعض الكتب.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ع.أ.ح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية: نشكر لك هذا السؤال الرائع.
ونؤكد أن أبناءنا بحاجة إلى اللعب مع أقرانهم، كما قال الغزالي: "والصبي بحاجة إلى صبية حسنة أخلاقهم، فإن الصبي عن الصبي ألقن"، وهذا من الأهمية بمكان، والصداقة مع الصغار واللعب معهم ليس له بديل، وليس له مثيل، بخلاف الألعاب الالكترونية، فهي ألعاب سلبية، تقدم للمجتمع معاقين اجتماعيًا، لا يُجيد التعامل ولا التحاور مع الآخرين.
وما على الأسرة إلا أن تنتقي الأصدقاء الصالحين، وبعد ذلك أيضًا – لأن الأمر لا يخلو من إشكالات – على الأسرة أن تكون يقظة في أن تحاول محو السلوكيات السالبة، والألفاظ السيئة بمجرد عودة الطفل إلى البيت بعد أن يلعب مع أقرانه من الصغار.
فإذا جمعنا مع اللعب مع أقرانه الذهاب به إلى المسجد، وجعل وقت للدراسة، وأيضًا نحن نكون معه في بعض الأوقات نشاور، ونحاور، ونضاحك، ونلاعب، كما كان النبي – عليه صلاة الله وسلامه –، فإن هذه ضمانات فعلية للنجاح لأبنائنا -حفظهم الله تبارك وتعالى-.
فالصبي إذن بحاجة إلى بيتٍ يغرس الإيمان، بحاجة إلى أصدقاء يتعلم منهم التعامل والتواصل والتفاعل مع الآخرين، بحاجة إلى جرعات روحية في المسجد، بحاجة إلى جرعات علمية من خلال المدارس الأكاديمية التي تؤهل الناس ليقوموا بواجباتهم في عمارة هذه الحياة.
نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُصلح لنا ولكم النيَّة والذريَّة، ونؤكد على أن الألعاب الحقيقية هي التي يكون له فيها أدوار، ويلعب فيها مع أقران آخرين، ليتعلم من خلالها المشاركة، والروح الرياضية، والدفاع عن النفس، والحفاظ على الملكية، واحترام الآخرين، يعني اكتساب معاني كثيرة لا يمكن أن يكتسبها إلا بهذه الطريقة.
ونرجو أن تستفيد من المادة الموجودة عن (قواعد السعادة الأسرية) بموقعنا، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.