تقدم لخطبتي شاب غير عربي... فكيف أتصرف وبيئتنا لا تقبل ذلك؟
2014-06-18 06:39:59 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
جزاكم الله خيرا على جهودكم.
أبحث عن استشارة حيادية, دون تأثير من مجتمعي أو أهلي أو صديقاتي.
أنا شابة أبلغ من العمر 30 عاماً, لم يسبق لي الزواج, وأنتمي لعائلة نجدية الأصل, تقدم لخطبتي الكثير من أبناء العائلات الكبيرة, لكن الرفض كان مستمرا لأسباب أخلاقية في الغالب, تتضح بعد السؤال عنه في مكان عمله أو ما شابهه.
صارحني أحد زملائي في العمل (وهو أجنبي -غير عربي- مسلم وقريب مني في العمر) برغبته في الزواج بي, وقد شهدت كثيرا من المواقف التي تشهد له بحسن الخلق, كما أن زملاءه يشيدون به, وبانضباطه, وحسن تعامله، أجبته باستحالة ذلك؛ لعدم تكافؤ النسب, وهو على علم بهذه الأمور, إذ وُلد وعاش في الرياض, إلا أنه أصر على محادثة والدي.
لقد لمّح للموضوع أكثر من 3 مرات, وواجهني به مرتين, وأنا في حيرة من أمري, فهل أبلغ والدتي أو والدي بذلك أم أنسى الأمر؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب, فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وبخصوص ما ورد برسالتك أختي الكريمة الفاضلة؛ فإننا نسأل الله تعالى بداية أن يمن عليك بزوج صالح طيب, ومناسب, يكون عوناً لك على طاعته ورضاه, وأن يكرمك بذرية صالحة إنه جواد كريم.
أما بالنسبة لهذا الأخ: فإني أرى أن الأمر كان في غاية الصعوبة؛ لأن العرب أحياناً لا يزوجون بعض القبائل من العرب الخلص، فما بالك برجل ليس بعربي، أعتقد أن الأمر فيه قدر كبير من الصعوبة, إلا أني أقول ما المانع أن يتقدم لوالدك كنوع من التجربة, فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن, يقلبها كيف يشاء.
لا تخبري والدك بشيء, وكأنك لا تعرفين عن الأمر شيئا, فإن سألوك فقولي هذا زميلي في العمل, وعندما عرض علي الأمر أنا قلت له إن الأمر فيه صعوبة, إلا أنه أصر أن يتكلم معك, فجاء ليتكلم معك، وعلى الأخ أن يستعين بالله تبارك وتعالى, ويكثر من الدعاء والإلحاح على الله تعالى, ويصلي صلاة الحاجة, ثم يتقدم لوالدك أو يقوم بالاستخارة أولاً حتى لا يحرج نفسه, فإن وجد الأمر فيه سهولة, فتلك إرادة الله تعالى, وإن وجد نفسه منصرفاً أو فيه نوعاً من المشقة أو عدم الرغبة, أو عدم القدرة على المواجهة, تكون هذه هي الاستخارة.
أنا معك أن الأمر فيه صعوبة, وأن فيه نوعا من الاستحالة كما تعلمين, وهذا كلامك كلام واقعي حقاً, ولكن نحن نقول دع الرجل يحاول, أنت لن تخسري شيئا, وهو الذي سوف يتعرض للموقف ويتحمله بإيجابياته وسلبياته, فإن قدر الله ووافق والدك, وإن كنت أستبعد ذلك أيضاً, كما تستبعدينه أنت؛ فتلك إرادة الله تعالى؛ لأن الله جل جلاله قدر المقادير, وقسم الأرزاق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة, ومن هذه المقادير الزواج.
أنت لك زوجك إذا كان هذا قد قدره الله تعالى, فسيلين قلب والدك, وسيجعله يقبله رغم أن فيه نكارة؛ لأن القضية ليست قضية ارتباطك أنت برجل, وإنما قضية أكبر من ذلك, فالزواج ارتباط مجتمع بمجتمع, وأسرة بأسرة, وعادات بعادات, وأعراف بأعراف, وتقاليد بتقاليد, ومكانة بمكانة، وبذلك أرى أن الأمر ربما فيه صعوبة بالغة؛ لأن والدك إن ساءله من أصله, ومن أهله؛ سيجد أن الأمر بالنسبة له لا يعني شيئا, حتى وإن كان والده رئيس دولة في بلده, إلا أنه غير معروف في منطقتكم, وبذلك سيرفضه والدك بسهولة.
إلا أني أقول رغم أني معك في أن الأمر فيه نوع من الاستحالة أو الصعوبة؛ إلا أني أقول دعي الرجل يجرب، فمن يدري هل يوافق والدك عليه, وهذا بيد الله تعالى, وإن كنت كما ذكرت لك إن الأمر فيه صعوبة, إلا أني أقول: قولي له: توكل على الله, واعطه رقم الوالد ليتكلم معه, فإن عتب عليك والدك، فقولي له: إن هذا الرجل يتمتع بخلق فاضل, وأصر علي, وأنا استحييت منه, حتى لا أكثر الكلام معه, وأردت أن أريح نفسي، لأنه يعلم يقيناً بأنك سترفض، وأنا أخبرته بذلك, إلا أن الرجل مُصرٌ, فلم أجد بداً من أن أعطيه الرقم, حتى يتكلم معك, حتى يتوقف عن الكلام معي في هذا الموضوع.
وبذلك قد تكونين أخرجت نفسك من الحرج, والأمر يبقى لله سبحانه وتعالى وحده, ويبقى عليك إن قدر الله ووافق والدك عليه؛ أن تعلمي أن هذا هو قدر الله, وإن قدر الله ولم يوافق والدك عليه، فعليك بمواصلة الدعاء, والإلحاح على الله تعالى, أن يمن عليك بالزوج الصالح المبارك الطيب المناسب.
أسأل الله أن يكون ذلك قريباً إنه جواد كريم.