لا أستطيع المواظبة على الصلاة رغم أنني بارة بوالديّ، ساعدوني!
2014-06-17 20:19:46 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
عندي مشكلة: أنا -والحمد لله- أخدم أمي وأبي وأقوم لهما بكل شيء، ولكنني أعاني من مشكلة عدم الانتظام على الصلاة، حيث أصلي يوماً ولا أصلي عدة أيام، وقد تعبت وذهبت للحرم أبكي وأدعو أن يثبتني الله على المداومة على الصلاة، ولكن لم يتغير الحال، تمر علي أيام أصلي فيها وأيام كثيرة لا أصلي فيها.
أنا أتصدق وأدعو وأخدم والديّ، ولأنني لا أصلي أعلم أن أعمالي لن تقبل، أحتاج للحل، ساعدوني، والله تعبت، وأشعر بهمٍ بسبب أنني لا أصلي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا العزيزةَ- في استشارات إسلام ويب.
نشكر لك أولاً - أيتها البنت الكريمة – صدقك وتأنيبك لنفسك، وهذا بداية الخير - إن شاء الله تعالى – فإن الإقرار بالتقصير والذنب والاعتراف بالجرم يبعث على التوبة، ومحاولة تغيير الحال، وما تعانينه من الهم والقلق ثمرة أكيدة لما أنت مُقيمة عليه من الذنب العظيم والجُرم الكبير في تضييع الصلوات، فإن إضاعة فريضة واحدة حتى يخرج وقتها من أكبر الجرائم وأعظم الموبقات، وهي أعظم الذنوب بعد الكفر بالله -تعالى-، بل قد عدَّه بعض العلماء كُفرًا.
وقد قال عبد الله بن عباس – رضي الله تعالى عنهما -: (من ترك فريضة واحدة حتى يخرج وقتها لقيَ الله تعالى وهو عليه غضبان).
والنبي - صلى الله عليه وسلم – يقول في الحديث: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)) ومعنى الحديث: الحدّ الذي بيننا وبين الكفار الصلاة، فمن تركها فقد كفر.
فهذا الذنب من أعظم الموبقات التي يقع فيها الإنسان، ولهذا نحن ندعوك إلى أن تستعيني بالله -سبحانه وتعالى- بصدق، وتعزمي عزمةً صادقة على أن تغيِّري حالك، والأمر يسير -بإذنِ الله-، وسهل، والناس الذين يواظبون على الصلوات لا يجدون في المواظبة عليها عنتًا ولا مشقة، فهي لا تحتاج منك سوى دقائق يسيرة، تتوضئين وتُصلين الركعات المفروضة عليك حيث كنت في البيت أو في غير البيت، فالأمر سهلٌ يسير، ولكن الشيطان يحاول أن يُعسِّره عليك، ويُثقِّله عليك، ليصرفك عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة.
فالجئي إلى الله -تعالى- بصدق ليعينك على أداء هذه الفرائض، وسيتولى عونك، ومن أعظم ما يعينك على هذا: أن تتذكري الثواب الجزيل والمنافع الكثيرة التي أعدَّها الله -تعالى- لأهل الصلاة، فإن الصلاة راحة في الدنيا، وطمأنينة بال، وانشراح صدر، وهناء عيشٍ، وسعادة، كما قال - عليه الصلاة والسلام -: (وجُعلتْ قُرَّةُ عيني في الصلاة) والصلاة مفتاح الأرزاق، يجلب الله -عز وجل- لك بها الرزق الحسن، وأنت في مقتبل عمرك وأول شبابك وأحوج ما تكونين إلى الله -تعالى- أن يتولى أمرك وعونك وييسر لك أمرك، فكيف يُتصور بعد ذلك أن تقطعي الصلة بينك وبين الله -تعالى-!
ومن منافع الصلاة أن الله -تعالى- يُكفِّرُ بها الذنوب والسيئات عن الإنسان، ويُطهره بها من ذنوبه، وبها ينال الإنسان شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم – وبها يُعرف يوم القيامة، فإن النبي - عليه الصلاة والسلام – يعرف أمته بآثار الوضوء، والملائكة تشفع للمؤمنين لأنها تعرفهم بآثار السجود، ثم إذا دخل الناس الجنة فإنهم يرتقون بعدد سجداتهم، فما من عبدٍ يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة.
إلى غير ذلك من المنافع الكثيرة - أيتها البنت الكريمة – مما رتَّبه الله تعالى على أداء هذه الفريضة، فاحذري من تلاعب الشيطان بك، وتحايله عليك، واصحبي النساء الصالحات والفتيات الطيبات، فإنهنَّ خير من يعينك على الدوام على هذه الصلاة، فإن الصاحب ساحب، والمرء على دين خليله، وما تقدّمينه من الخير في طاعتك لأبويك وبرِّك بهما محفوظ لك مُدَّخر، فأحسني حتى يكتب الله -تعالى- لك ثواب إحسانك، واستعيني به يُعنك -بإذنِ الله-.
نسأل الله -تعالى- أن يأخذ بيدك إلى كل خير.