اختيار الزوجة الصالحة... ومراعاة الغيرة وحساسية الوالدين تجاه ذلك
2014-06-15 02:53:33 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي بخصوص والدتي ووالدي، أنا مقبل على الزواج، وبعد فترة طويلة من البحث عن بنت للزواج، وقد كنت عانيت من كثرة الأعذار ممن أتقدم لهن، والآن اتفقنا مع أهل بنت، لا أعرفها صراحة؛ لأنها في بلد غير بلدي، ولا أستطيع السفر من أجل أن أنظر إليها النظرة الشرعية، وقد قررت أن يعقد لي والدي عليها عندما يسافر وسأعطيه توكيلاً؛ لأن الشركة التي أعمل فيها لم تعطني سوى أربعة أشهر إجازة، وهذه الإجازة غير كافية للعقد، والتعرف على البنت، فقررت أن يتولى الوالد العقد لي، وأتواصل مع البنت، وأتعرف عليها؛ لأني أحس باحتياج إلى شخص يفهمني، يسمع مني، ينسيني هم الغربة ومشاكلها، وأخاف في نفس الوقت أن تأتي البنت نكدية، ولا أستمتع بحياتي، ما رأيكم في هذا الموضوع؟
ثانيا: والدتي عندما أتصل بها أجدها تسمع كلام الناس، فهل صحيح ما قاله فلان كذا وكذا؟ أشياء بسيطة جدًا، أخاف أن تتمادى الوالدة على هذا في المستقبل؛ فأمي لا تصدقني كثيرًا لا أعلم لماذا؟
أقول: ثقي بي، تقول: أنا واثقة بك، لكن تظل تقول: كذا، وكذا، لا أعرف كيف أفعل معها؟ لو تزوجت هل ستركز على كل شيء؛ فهي حساسة جدًا، أقول لها: أحبك، أشتاق لك، فترد علي: الله أعلم هل سيدوم هذا الحب بعد الزواج أم ستأخذك منا؟
غيرة من الآن!
كيف أتعامل معها إذا تزوجت؟ خاصة أننا سنسكن في بيت واحد، ماذا أفعل؟ وكذلك والدي حساس جدًا، عندما أخرج دائما مع خالي، أقول: سأذهب، يقول لي: لا داعي، ويذهب بي إلى أماكن على هواه، ولا أرتاح، أتعبني تعاملهم، أمي تعاملني بنصائحها على أنني طفل، أقول لها: ياأمي، أنا أعرف ما أفعل، تقول: أنا أريد مصلحتك، وتبدأ تتحدث كثيرًا، واحذر أن تتصل لأهل البنت، كن ثقيلا، ومثل هذا الكلام.
كيف سأفعل في المستقبل؟ ما هو الحل؟
علمًا أن أمي ليست متعلمةً، مثلا، مرة من المرات وضعت صورةً لي مع دب في الفيسبوك، وبالصدفة رأت الصورة وكانت مشكلةً، قالت لي: هذه قلة عقل، وهذه، وهذه، قلت: هذه للدعابة والتسلية فقط، قالت: لا، المهم أنها دائمًا تنتقد، ماهو الحل أرجوكم؟
أعتذر عن الإطالة، وشكرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صقر محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبدايةً، نؤكد لك أنه لا خوف على من قدم الدين والأخلاق في اختياره لزوجته؛ لأن كل خلل وكل نقص وكل كسر، فإن الدين يجبره وما لكسر قناة الدين جبران، فإذا وجد الدين والأخلاق ـــ الحمد لله ـــ والبيت الحسن، والبيئة الطيبة ورضي الوالد، ورضيت الوالدة، فهذه مؤشرات غاية في الأهمية، ونحن نركز على الدين والخلق؛ لأن أيَّ عيب وأي خلل يمكن أن يصلح بالدين والأخلاق، ولكن إذا كان الخلل في الدين أو في الخلق، فهذه هي المشكلة، وهذه هي مشكلة المشكلات.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يسعدك، ونتمنى أيضاً أن تحرص دائماً على أن تدرك أنه لا يوجد إنسانٌ إلا وفيه نقصٌ، أنت ناقصٌ، والزوجة ستكون ناقصة؛ لأننا بشر، ولكن طوبى لمن غمرت سيئاته في بحور حسناته، واعلم أن حل الإشكال بيدك، والإنسان هو الذي يحدد الكيفية التي ستتعامل بها الوالدة، ويتعامل بها الوالد بعد زواجه، فبعد الزواج نحن نريد أن تركز الاهتمام، إذا كنت الآن تهتم بوالدتك، فلا بد أن تزيد الاهتمام، كذلك لا بد أن تعرف الزوجة أن هذه الأم الكبيرة تحتاج إلى صبر، تحتاج إلى احتمال، تحتاج إلى حسن تعامل، تحتاج إلى أن تعتبرها كأمها، تحتاج أن يفوتها بعض الأمور؛ لأنها كبيرة في السن، وأنها أم لك، وأنها تغار عليك، وتريد لك الخير.
إذاً، لا بد أن تصطحب هذه المعاني، ونؤكد لك أنك لست وحدك من يعاني مثل هذه المعاناة، ولكن ليس هذا الإشكال، الإشكال كيفية التعامل، كيف ستعطي لهذه الأمور حجمها وحظها وحقها من الاهتمام؟
نسأل الله أن يعينك على الخير، ونتمنى أيضاً أن تنتبه لتصرفاتك؛ فإن الإنسان ينبغي أن يدرك أن كبار السن لهم فهم مختلف لمثل هذه الأمور، والإنسان لا بد أن يراعي هذه الأشياء، فهم جيل مختلف، جيل أكبر منا، ومن المهم أن يراعي الإنسان مشاعرهم، فهي لا ترضى لابنها أن يظهر بهذا المظهر، وهم لا يفهمون أن هذا للدعابة، وكل هذا ينبغي أن يفسر في إطار حرصهم عليك وحبهم لك، وينبغي أن تحسن الاستماع إليهم، وبعد ذلك تجتهد في إرضائهم وتفعل ما يرضي الله.
نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به، ونسعد بالاستمرار في التواصل مع الموقع.