هل الاستماع للشبه والرد عليها مطلوب أم الانسحاب أفضل؟
2014-06-03 22:19:05 | إسلام ويب
السؤال:
مع تطور التكنولوجيا، وانفتاح العالم، ودخول عالم الإنترنت، أصبح المسلم يواجه هجمات أكثر شراسة، خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي، واليوتيوب، ونشرها لكثير من الأفكار التي تحاول أن تشكك المرء في الإسلام.
وقد لاحظت ذلك كثيرًا، ولم يزدني ذلك إلا قوة في ديني -والحمد لله- لأني دائم البحث، ودائمًا أجد الجواب الشافي.
ولدي أسئلة كالتالي:
- هل سماع هذه الأشياء، والبحث عن الرد عليها لزيادة إيمان الشخص أكثر، واجب كل مسلم أم يفضل الانسحاب منها؟
- ما هي نصيحتكم في مثل هذه الأمور، وخاصة أن جهل كثير من الشباب بالردود المناسبة قد يضرهم؟
وأخيرًا:أرجو أن تخصصوا جزءًا في موقعكم يكون فيه مثل هذه الاستشارات، وشكرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أيها الولد الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يثبتنا وإياك على الحق والدين حتى نلقاه، نشكر لك اهتمامك -أيها الحبيب- لمعرفة الموقف الصحيح من الشبه التي يثيرها المشككين في الدين.
وهذا أمر -أعني الموقف من هذه الشبه- في غاية الأهمية للمسلم، لا سيما من لم يتضلع بمعرفة العلوم الشرعية، ويتمكن من ضحد هذه الشبهات، والموقف الصحيح -أيها الحبيب- للمسلم الذي لا يقدر على رد هذه الشبه، ولم ترسخ قدمه في العلم الشرعي أن ينأى بنفسه عن الاستماع لهذه الشبهات، ومجادلة أصحابها، فإن القلوب ضعيفة، والشبه خطافه، كما قال العلماء، وربما وافقت الشبهة قلبًا خاليًا من العلم الذي يضحدها، ويبين زيفها، فتتمكن من ذلك القلب، فيعسر بعد ذلك إخراجها منه.
والأصل في المنع من مخالطة من يكون هذا حاله، والاستماع لأقواله، قوله صلى الله عليه وسلم: "من سمع بالدجال فلينأ عنه (أي: فليبتعد منه)، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه، مما يبعث به من الشبهات". رواه أحمد، وأبو داود، وصححه الألباني.
وعلى ذلك كان هدي السلف؛ النصح بالابتعاد عن سماع الشبهات من أصحابها لمن لا يقدر على ردها، وكلامهم في هذا كثير، وقد قيد الله -سبحانه وتعالى- أهل العلم الذين يتمكنون من رد هذه الشبه، وتفنيدها، وبيان عوارها، فيكتفى بترك ذلك المجال لهم.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يفقهنا في دينه، وأن يثبتنا عليه.