محتار هل أتزوج من ابنة عمتي أو ابنة خالتي؟ ما نصيحتكم؟
2014-05-26 04:03:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أعزب عمري 32 سنة، أعمل مديرًا في إحدى الشركات، حياتي كلها للعمل والنجاح في العمل، ولم أفكر يومًا من الأيام في الزواج، ولم أمر بتجربة سابقة، لكن قبل شهرين من الآن تفاجأت بأن ابنة عمتي التي تسكن في بلد آخر تحبني حبًا كبيرًا، وقد علمت ذلك من أختها المتزوجة في بلدنا، ومن ثم منها شخصيًا، فكان ردي بأنني لا أريد الزواج رافضًا الفكرة من الأصل، ثم قبل شهر من الآن تفاجأت باتصال من خالتي تبلغني بأن ابنة خالتي الأخرى تحبني، ولا تستطيع الدراسة بسبب هذا الموضوع، مع أنه لا دخل لي، ولا سبب في كلتا الحالتين، وأنا الآن في حيرة من أمري ماذا أفعل؟
مع العلم أن ابنة عمتي عمرها 27 سنة جميلة، وغير متعلمة، ابنة خالتي عمرها 21 سنة أيضا جميلة، ومازالت تدرس في الجامعة، وما فاجأني أنني لم أرهما غير مرة، أو مرتين حينما جاؤوا بزيارة عندنا، فهل يعقل أن يصل الحب إلى هذه الدرجة من النظرة الأولى؟ وهل أتبع قلبي أم أتبع عقلي أم كليهما؟ بمعنى لو فرضنا أنني غيرت فكرتي عن عدم الزواج، فان قلبي يميل قليلاً إلى ابنة عمتي، أما عقلي فيميل إلى ابنة خالتي كونها متعلمة، أم هل أتزوج الاثنتين كونهما يحبانني؟
أرجوكم أفيدوني فأنا في حيرة كبيرة حاولت أن أصلي استخارة، لكنني خائف من ذلك لا أدري لماذا؟
وشكرًا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابننا الكريم، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ويسعدنا أن نؤكد لك أن الزواج أمره هام جداً في حياة الإنسان، وأنه سيزيدك نجاحًا في عملك، ويزيدك أهداف في هذه الحياة، فإن الواحد منا يعمل ويجتهد ويزداد في عمله واجتهاده عندما يكون له ذرية من ورائه يرجو لها النجاح، وينتظر لها الخير، فالزواج هو سر عمارة هذه الحياة، ولذلك هو من سنة الأنبياء، ومن دعاك إلى غير النكاح فقد دعاك إلى غير الإسلام، ولا رهبانية في هذا الدين الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
ونحب أن نؤكد لك أن الجمع بين الفتاتين قد يكون من الصعب، وله تأثيرات سالبة، ولكن من حقك أن تختار من تميل إليها، وترى أنك تسعد معها، وإذا كان ميلك لابنة العم، فنحن نرى أن تتقدم لها وأن تتزوج بها لتسعد وتسعدها، ونؤكد لك أن هذا الأمر من الأهمية بمكان، ونؤيد التفكير في هذا الاتجاه، وبهذه الطريقة، فإن العمل والنجاح فيه لا يكون بديلا عن تكوين حياة أسرية هانئة يسعد فيها الإنسان ليشعر بمعاني الأبوة في نفسه، ويرى ذريته بين يديه، وكذلك أيضاً يعف امرأة مسلمة، ويسعد معها، وينال هذه اللذة التي جعلها الله تبارك وتعالى نعمة علينا في هذه الحياة لذة الحياة الزوجية، وكذلك أيضاً بالزواج يتحقق للناس الاستقرار والسعادة في حياتهم، والزواج سيدفعك بحول الله وفضله ومنه إلى مزيد من النجاحات الأخرى، وكون هؤلاء يرغبن فيك دليل على أنك -ولله الحمد- متميز فحافظ على هذا التميز، وأكمل هذا المشوار في طاعة الله تبارك وتعالى، واحرص على أن تؤسس حياتك الزوجية على قواعد شرعية، وإذا تحيرت فمن حقك أن تستخير، والاستخارة ما ينبغي للإنسان أن يخاف منها ولأهميتها كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على كل أمر يرضيه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به، ونؤكد لك أنك مجرد ما تختار الأولى ستتركك الثانية، أو العكس فلا داعي للحرج من هذه الناحية، وكل إنسان له نصيب في هذه الحياة، ولن يحدث في كون الله إلا ما أرده الله.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والهدايا والسداد.