أعاتب نفسي وأندم عند فعلي لأي خطأ ولو كان صغيرا، فما الحل؟
2014-05-27 01:31:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
استفدت كثيراًمن موقعكم، جزاكم الله خيراً.
كانت تأتيني وساوس في الصلاة وقراءة القرآن وانتهت، وبعدها وسواس الموت وانتهى عني، لكن تلك الوساوس أفقدتني ثقتي بنفسي، فلم أعد أقرأ القرآن كما كنت في السابق، ولا أهتم بالدراسة كثيرا بعد أن كنت متفوقة، وأصبحت دائماً حزينة وأنتقد نفسي، لا أرى أنني أستطيع فعل الشيء الصواب أبداً، وأعاتب نفسي، وأندم عند قيامي بأي خطأ مهما كان صغيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على الثقة في إسلام ويب.
الوساوس من مكوناتها الأساسية القلق والخوف، لذا هي تجربة غير سهلة بالنسبة لمن هو في عمرك، -الحمد لله تعالى- هذه الوساوس قد ذهبت عنك، والذي بقي هو ما نسميه بالخوف المستقبلي أو التوقعي أو الافتراضي، أي مجرد تذكرها والتفكير فيها هو الذي جعلك تعيشين حالة من الحزن والإحباط وانتقاد الذات، وهذا قطعًا شغلك كثيرًا وأخرجك من الطريق الصحيح للتركيز على دراستك والعيش براحة بال.
أيتها الابنة الفاضلة: اطمئني، أنت تغلبت على الوساوس وذلك من خلال تحقيرها، وتجنبها، وعدم مناقشتها، واستبدالها بفكر مخالف، حالتك هذه تستطيعين الخروج منها، وذلك بتذكر أنك قد عالجت وساوسك، وهذا في حد ذاته انتصار كبير، أمر مفرح جدًّا، يجب أن يجعلك تشعرين بالرضا وبالطمأنينة.
ثانيًا: أنت صغيرة في السن، و-إن شاء الله تعالى- أمامك مستقبل باهر، ولديك طاقات كبيرة جدًّا، فيجب أن تستفيدي منها، ويجب أن يكون عندك الإصرار على ذلك.
ثالثًا: تنظيم الوقت بصورة جيدة أمر مهم جدًّا. نامي مبكرًا، استيقظي مبكرًا لصلاة الفجر، بعد ذلك ادرسي لمدة ساعة إلى ساعة ونصف قبل الذهاب إلى المدرسة، المذاكرة في هذه الفترة تحسِّن التركيز، تحسِّن الاستيعاب، وهي بداية عظيمة تُسَرُّ لها النفس، حين تذهبين إلى مدرستك سوف تجدين أنك مرتاحة لأنك قد أنجزت، وهذا ينعكس عليك إيجابًا، وسوف تركزين في الحصص، وهذا أيضًا يعني المزيد من حسن الاستيعاب، تواصلك مع معلماتك، مع زميلاتك في حد ذاته يعتبر نوعًا من الترفيه الاجتماعي، بجانب التحسين الأكاديمي.
عند عودتك من المدرسة إلى المنزل خذي قسطًا من الراحة، تناولي وجبة الغداء، صلي صلاة العصر، ثم ابدئي ادرسي لمدة ساعة إلى ساعتين، ثم بعد ذلك رفهي عن نفسك بأي شيء: مشاهدة برنامج تلفزيوني جميل ومفيد، الجلوس مع الأسرة، التواصل مع صديقاتك، وبعد فترة الترفيه هذه ادرسي مرة أخرى لمدة ساعة إلى ساعتين، ثم بعد ذلك نامي نومًا هنيئًا، بهذا تكونين قد نظمت وقتك، ولم تُجهدي نفسك، وتطبيق برنامج مثل هذا – وهو برنامج بسيط جدًّا – مجرب ومفيد.
عتاب النفس والندم يأتي من الشعور بالخوف، والشعور بالفشل، وأنت لست فاشلة، فلماذا تخافين؟ ضعي آمالاً وأمنيات مستقبلية وآنية، وتوكلي على الله، واحرصي على الصلاة في وقتها، ارجعي إلى تلاوة القرآن بكل انشراح وتفاؤل، واثبتي لنفسك وقتًا معينًا لتلاوة القرآن، ويا حبذا لو عقبت صلاتك بتلاوة شيء من القرآن مرة أو مرتين في اليوم، هذا يشجعك ويحفزك على تلاوة القرآن والتدبر فيه، وأنت -إن شاء الله تعالى- سوف تكونين على الطريق الصحيح.
ما حصل لك هي مجرد هفوات نفسية، ولا تعتبريها أمراضًا نفسية أبدًا، الأمل كبير، والأمل عظيم في أن تستعيدي قواك وتنتفعي بطاقاتك وتسعي من أجل بناء مستقبلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.