كيف أتعلم فن التعبير والإفصاح عما بداخلي؟
2014-05-20 05:30:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم...
لا أعلم مشكلتي من الأساس، فأنا فتاة في 17 من عمري، ولا أستطيع التعبير عن ما بداخلي بشكل غريب، مع العلم بأنني أستطيع الإفصاح عن كثير من الأمور وبشدة، لكن تلك التي أحتاجها لا أستطيع الإفصاح عنها، لا أعلم ما السبب، فانا أستغرب من نفسي أيضا، فأنا فتاة مرحة، ولكنني أتجاهل كل ما يكدرعلي من أمور، فحينما أتضايق أستصغر مشاكلي لدرجة أكاد لا أراها شيئاً، ولا أدرك أنني أعاني من مشكلة ما إلا بعد مرور فترة زمنية عليها، عند العودة لطبيعتي العفوية أستغرب كم كنت في ضائقة.
حقا أتمنى التغلب على مشكلة التحفظ لدي، والإفصاح عن ما أريد، جربت الإفصاح عن مشاعري عدة مرات بغيا في التخلص من مشاكلي، لكن المشكلة ليست هنا، بل المصيبة الكبرى أنني أفضل أن أبقى على هذا الحال على أن أفصح عن مشاعري، فكل محاولاتي لم تنجح، بل صُدمت من ردود أفعالهم، أكاد لا أفهم، فصديقتي المقربة دوما وأبدا بجانبي، لكن المشكلة فيّ من الأساس، لا أطيق التحدث عن مشاكلي، بل الآن لم أعد أكتب ما يدور بخاطري، مللت ذلك أيضا!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا على هذا الموقع.
أولا لقد عبّرت وبشكل ممتاز عن نفسك، والكثير من المعاني قد وصلت، وهي واضحة في سؤالك.
من الطبيعي وأنت في هذه المرحلة العمرية 17 وهي مرحلة الانفتاح على المجتمع والتعرف عليه، ولكن من قال إن هناك أسلوبا ونمطا واحدا للانفتاح والتواصل مع المجتمع ومع الجوّ المحيط؟!
الناس مختلفون في طريقة التعبير عن مشاعرهم وعواطفهم، وكلٌ يعبّر بطريقته، وما يناسب شخصا قد لا يناسب شخصا آخر، فهناك فروق بين الشباب والشابات، وهناك فروق فردية في كلٍ منهما، وأحيانا نجاح الإنسان في الحياة هو في هذه الفروق الفردية التي تميّزه عن الآخرين، ومن الصعب أحيانا أن يحاول الإنسان تغيير نفسه بشكل مفاجىء، وأحيانا يحتاج الأمر لسنوات.
وإذا كنت مصممة على تغيير طريقة التعبير عن عواطفك، فابدئي بشكل تدريجي، فمثلا قرري أن تخبري صديقتك المقربة لك بأمر من أمورك الخاصة، وانظري كيف قمت بهذا، وكيف كان تجاوبها، ويمكن ولبعض الوقت أن تتدرّبي على هذا الأمر مع هذه الصديقة، ومن ثم حاولي مع أحد أفراد أسرتك، وهكذا، ولا ننسى أن من خصائص مرحلة المراهقة التي أنت فيها أن تسأل الفتاة، وكذلك الشاب، أسئلة عمن تكون؟ ومن هي؟ وما هي هويتها؟ فهذا كله من مراحل النمو والتطور الطبيعي.
واطمئني فأنت ستتجاوزين هذه المرحلة، ولكن أرفقي بنفسك، وأعطيها وقتها وبعض هامش الحريّة.
وفقك الله، ويسّر لك الخير كله.