الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالفعل أنت إنسان اجتماعي، لكنك في ذات الوقت حساس، ويظهر أن تحملك للتعليقات أو المزاح, أو كل شيء لا يروق لك من الطرف الآخر, ويسبب لك إزعاجًا نفسيًا داخليًا، ولذا حين مازحك هذا الشخص ظهرت تغيرات فسيولوجية عليك في شكل احمرار بالوجه، وهذا دليل على ظهور خوف اجتماعي مؤقت، أعقبه الشعور بعدم الارتياح، وآلام بالبطن، وهذا دليل على وجود ما يسمى بالأعراض النفسوجسدية، وهي نتاج لحالة القلق والخوف العامة التي عانيت منها، والذي يظهر لي –كما ذكرت لك سلفًا– أن شخصيتك حساسة.
فيا أخِي الكريم: كن أكثر انبساطًا وانشراحًا، وكن معبرًا عن ذاتك، ولا تحتقن داخليًا، خذ الأمور ببساطة أكثر، وابتعد تمامًا عن سوء التأويل، خاصة فيما يخص مقاصد الناس، وأحسن الظن، ولا بد أن يكون لديك صداقات وتواصل اجتماعي منتظم، وحرص على صلاة الجماعة، وممارسة رياضة كرة القدم الجماعية، وبر الوالدين، وحرص على أمور الأسرة، والسعي نحو تطوير الذات، فهذه كلها أمور تفيدك كثيرًا.
أنا ذكرت لك الرياضة كعلاج أساسي، ولا بد أن تعطيها أهمية كبيرة، كما أن تمارين الاسترخاء خاصة تمارين التنفس التدرجي مفيدة لك، ويمكنك أن تطبقها من خلال أن تستلقي على السرير في الغرفة، وفي لحظة هدوء وسكينة أغمض عينيك، ثم افتح فمك قليلاً، وخذ نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، واجعل صدرك يمتلأ بالهواء، ثم بعد ذلك أخرج الهواء بقوة وبطء شديد، كرر هذا التمرين خمس مرات متتالية، وبمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، وسوف تجده مفيدًا جدًّا، وهذه الاستشارة توضح كيفية هذه التمارين: (
2136015).
لا أعتقد أنك بحاجة لأدوية قوية، لكن عقارا بسيطا مضاداً للقلق مثل (دوجماتيل) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد) سيكون جيدًا بالنسبة لك، والجرعة هي كبسولة واحدة في اليوم (خمسون مليجرامًا) تناول هذه الجرعة لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحًا وكبسولة مساءً لمدة شهر، ثم كبسولة صباحًا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
الدواء سليم وغير إدماني، وكما تشاهد جرعته بسيطة، ومدة العلاج قصيرة، وقطعًا سوف يمثل دفعًا فسيولوجيًا إيجابيًا يسهل ويُمهد لك تطبيق الآليات العلاجية الأخرى التي تحدثنا عنها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.