خطوبة إحدى قريباتي سببت لي صدمة لم أكن أتوقعها
2014-05-06 00:52:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه.
أنا شاب من أسرة متوسطة الدخل، لي قريبة -وليست بتلك القرابة جدا،- وهم من ميسوري الحال، رزقهم الله من فضله وسائر المسلمين، ومنذ وأنا صغير أعلم أنني لن أستطيع أن أتزوجها، للبعد الفكري والمادي بيننا، وكذلك المستوى التعليمي، ولم أكن أحبها لتلك الدرجة، ولا متعلقا بها، بل أرسم مستقبلي مع غيرها، وفعلا خطبت تلك الفتاة من شخص قريب، أسأل الله لهم التوفيق.
مشكلتي أني صدمت من ذلك الخبر، وعشت أياما قاسية، والخبر كان بمثابة الصدمة الكبرى لي، مع أنني كنت أتوقعه في أي لحظة، وفقدت شهية الأكل، ونومي أصبح سويعات يسيرة، ولا أبالغ أنني بعد مرور أيام تبولت دماً، من شدة الهم والحسرة! ولو أن شخصا قال لي: سوف تصبح على هذا الحال ما صدقته، لأنني لم أكن ذلك الشاب الذي يعشق ويتعلق، أصبحت تأتيني أفكار كثيرة، ووساوس أقول: كيف لو سكنت تلك الفتاة بجوارنا، وشاهدت أطفالها؟ إذا الله كتب لها أبناء، وخاصة أن منزل خطيبها لا يبعد عنا بكثير، وهي من منطقة بعيدة.
أنا -والحمد لله،- أخاف الله، ولا أريد أن أكون حاسدا لأحد، بل أدعو الله لهم بالخير، أريد أن أتخلص من هذا الشعور، قد مر على هذا الخبر شهور، وأنا لم أتغير، بماذا تنصحونني، وتوجهونني؟ أحببت موقعكم هذا، وأنا دائما متابع لكم.
جزاكم ربي خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك أخي الحبيب في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه، فإننا نجيبك من خلال النقاط التالية:
- شكر الله لك حسن تدينك الظاهر من رسالتك، والواضح كذلك من أسلوب تعاملك مع الأمر، وهذا يدل على خوفك من الله، وحرصك على طاعته -إن شاء الله-.
- البشر رؤاهم دوما قاصرة بحكم طبيعتهم البشرية، فقد يتمنون الشر ويحرصون عليه وليس فيه خير قط، وقد يعزفون عن الخير ويغضبون لوجوده، وفيه كل الخير لهم، وقد قال الله تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) والمعنى أن المرء قد تقع له من الأقدار المؤلمة، والمصائب الموجعة، التي يكرهها ويجزع منها، وقد يصيبه الوهن والضعف والحزن أو ما ذكرته أنت من بول دم عافاك الله منه، وقد يغلب الأمر عليه ليرى أن ما حدث هو القاضية عليه، والفاجعة لمصيره، والمنهية لآماله وحياته، ثم يكتشف أن ما قدره الله كان منحة من الله عليه، وأنها عطية مبطنة في ثوب محنة ظاهرة، ولكنه لخلل في تدينه لم يدرك هذا المآل الخيّر إلا لما أتاه، ولو كان متفهما لحقيقة الحياة والقدر لعلم قطعا بعد هذه المحنة أن منحة خلفه تنتظره، ساعتها يجلس هذه المدة مسرورا سعيدا منتظرا عطاء الله!
إذن أخي الحبيب، ما قدره الله كائن، وهو الخير لك قطعا، فإما أن تستريح الآن منتظرا البشر حين يأتي، فتكون قد فزت مرتين، وإما أن تظل على حسرتك على ما فاتك ووهمك أنها لو كانت لك لكان خيرا وتظل على هذا الحال حتى تدرك بعد زمن أن قدر الله كان لك خيرا، فأيهما تريد أخي الحبيب؟!
نود منك أن تفعل ما يلي:
- الإيمان الكامل بأن خيرا سيأتيك، وأن الله ما صرف عنك تلك القريبة إلا لخير لك ولها، والاجتهاد في تزكية النفس عن طريق العلم والعبادة، نريد منك أن تدرس العقيدة على يد أحد المشايخ وبخاصة باب: القضاء والقدر، كما نريد منك أن يكون لك مع الله حال، وخاصة في جوف الليل، واجتهد أن لا يكون عندك وقت فراغ، ذلك أن الشيطان يحرص دوما على شغلك بها، وأفضل أوقاته -الشيطان- وقت فراغك.
- نريدك أن تجتهد في البحث عن زوجة، وأن تكون متدينة وجميلة، وإلى أن تجدها عليك بكثرة الصيام لله عز وجل، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
- كما أن الممارسة الرياضية أمر هام جدا، نتمنى أن تمارس أي نوع من الرياضة، وخاصة ما تحبها، ونتمنى أن تشغل وقتك أو ما تبقي من وقتك في عمل اجتماعي يخص المسلمين، كجمعية خيرية أو أي عمل اجتماعي، وأكثر من الصحبة الصالحة، فإن الصاحب كما لا يخفاك ساحب.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.
والله الموفق.